الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٧٧
السابق
والحوار الذي جرى بينهما كان كالتالي:
صاحت أم المؤمنين، ردوني، ردوني. فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلاب: ولم؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت، فلقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر، قالت:
إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا إنه قد كفر فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم تنكسف شمسنا والقمر وقد بايع الناس ذا قدرأ * يزيل الشبا ويقيم الصعر ويلبس للحرب أثوابها * ومامن وفى مثل من قد غدر (98) وكان ابن خلدون يهدف من وراء ذلك إلى غاية ذميمة. أن يجعل سبب اجتماع الثلاثة بمكة هو أن عائشة قد خرجت إلى مكة، وعثمان محاصرا، حتى ورد عليها هذا الرجل وأخبرها بالأمر.
ونرى من الواجب فك هذا التهافت، وتوضيح هذا التضليل، فعائشة خرجت وهي تعلم بمقتل عثمان، وكانوا قد كلموها في الأمر فرفضت، وكان مروان قد جاء إلى عائشة، فقال: " يا أم المؤمنين، لو قمت بين هذا الرجل وبين الناس؟ قالت: قد فرغت من جهازي، وأنا أريد الحج.
قال: فيدفع إليك بكل درهم أنفقته درهمين، قالت: لعلك ترى إني في شك من صاحبك؟ أما والله لوددت أنه مقطع بغرارة من غرائري، وإني أطيق حمله، فأطرحه في البحر (99) ".
وكانت عائشة شديدة عليه أيام خلافته. ومن المحرضين عليه أيضا. حتى

(98) تاريخ الطبري وطبقات ابن سعد.
(99) تاريخ اليعقوبي وتاريخ ابن الأثير.
(١٧٧)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225