الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٧٦
السابق
فقالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه وانصرفت إلى مكة (91).
هذا تلبيس يهدف إلى وضع مقدمة مضللة لحادثة الجمل. وإذا كان ابن خلدون قد اعتقد في أمر الجمل على ابن جرير الطبري، فإنه لم يأخذ عنه موقف عائشة من مقتل عثمان. لقد انتهى ما يمكنه من سبك كلامه من دون أن يهدم صرح التلبيس فيما ينتحله من مواقف وأحداث. يقول:
" وهذا أمر الجمل ملخص من كتاب أبي جعفر الطبري اعتمدناه للوثوق به لسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين (97) ".
لقد عمل ابن خلدون على انتقاء الروايات التي من شأنها، التشويش على القارئ، فجعلها بحيث يختفي منها موقف عائشة من مقتل عثمان، حين قال:
فقال لها الرجل ولم أنت كنت تقولين ما قلت؟ وماذا قالت عائشة؟... ابن خلدون يسكت!.
لكن الطبري وهو المعتمد عند بن خلدون، ينقل ما كانت تقوله عائشة في عثمان. وهو قولها: اقتلوا نعثلا فقد كفر.
هذه الكلمة هي التي دفعت ابن خلدون إلى تعويضها ب‍: تقولين ما قلت؟
وسوف ننقل ما دار بين الرجل وعائشة، بمزيد من الايضاح.
ذكر ابن خلدون، إن رجلا من بني ليث أخوالها لقيته في طريقها، وكان ذلك منه تلبيسا في القضية. وحتى يبعد القارئ عن الاسم الذي ذكره المؤرخون، كي لا يقفوا على تفاصيل الكلام.
فالرجل الذي قال عنه ابن خلدون، من بني ليث أخوالها. هو ما عرفه المؤرخون بعبيد بن أم كلاب. وهو رجل ينسب إلى أمه. وهو عبيد بن أبي سلمة الليثي.. وباسم بن أم كلاب اشتهر، وكذلك ما دار بينه وبين عائشة من كلام، وذكر ذلك كل من الطبري وابن الأثير وآخرون.

(٩٦) نفس المصدر ٥٧٩ ج ٢.
(٩٧) ص ٥٩٤ نفس المصدر.
(١٧٦)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225