الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥٣
السابق
خلافة عمر جاء في تاريخ ابن خلدون: " ولما احتضر أبو بكر عهد إلى عمر، رضي الله عنهما بالأمر من بعده، بعد أن شاور عليا وطلحة وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم، وأخبرهم بما يريد فيه، فأثنوا عليه رأيه فأشرف على الناس وقال: إني قد استخلفت عمر لو آل لكم نصحا فاسمعوا له وأطيعوا ودعى عثمان فأمره فكتب " (63).
افتتح ابن خلدون عهد عمر بن الخطاب بهذه الفقرة. وجعلها بحيث تبدو مقنعة شافية، بعد أن أودعها فتوقا وثلما أفسدت المقصود الواقعي لهذا النص التاريخي، ذلك عندما لم يشر إلى ما شهدته تلك اللحظة الحرجة من استخلاف عمر بن الخطاب، من مشادات كلامية، تبين إلى أي حد وصلت قناعة الصحابة برفض هذا الرجل، وتبين أيضا، الشق الثاني للعبة السقيفة التي أشار إليها من قبل علي (ع) حين قال: إحلب حلبا لك شطره.
إن السقيفة يمكننا قراءتها بشكل واضح على هذه الصفحة الاستخلافية المهمة، لأنها تعبير واضح عن منهجها، وامتداد حقيقي لها.
ولعمري، هذا ما دفع ابن خلدون إلى التجافي عن عرض وقائع استخلاف أبي بكر لعمر، تجنبا للوقوع فيما يعزز طرح الناقدين، وإمعانا منه في إكمال سبك

(63) تاريخ ابن خلدون، ص 494 ج 2.
(١٥٣)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225