الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١١٣
السابق
التاريخ لماذا؟
كثيرا ما كانت الطريقة التي سلكها المؤرخون في بحث أحوال الماضي من هذه الأمة موغلة في التواطؤ تارة وفي الغباء طورا فالأحداث كما تقع في الماضي تختلف كلها عما يكتب على أديم التاريخ. وذلك كله راجع إلى أسباب معينة، قصية بأن تكون مقدمة لهذا الباب، ومدخلا لفهم صراحته وجرأته في تناول الحقائق التاريخية في صورتها الجلية.
إن تراثنا تشكل من خلال لعبة تاريخية. وقفت من ورائها سلطة الخلفاء التي كانت تنهج نهجا تحريفيا في كل المؤسسات الاجتماعية والثقافية. من أجل خلق واقع منسجم. تتطابق فيه البنى السياسية بالاجتماعية والثقافية. ولأن القطاع الثقافي والتعليمي يشكل ركيزة المجتمع الحضاري. وأساسا للدولة العقائدية.
فإن المؤسسة السلطانية لعبت دورا كبيرا في إعادة ترتيب محتوياتها الداخلية. من أجل سلب العناصر النقيضة لتلك المؤسسة.
وتفريغ كل ذلك المحتوى من كل ما من شأنه أن يكون قنبلة موقوتة تهدد بقاء تلك المؤسسة.
وليس عجيبا أن يذكر التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك. تعكس حرص المؤسسة السلطانية على التصرف في الجهاز المعرفي والثقافي للأمة. ونزوع حالة من الشمولية تجعل الفكر محكوما برقابة شديدة وتحت رحمة الرغبة الخلفائية.
(١١٣)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225