الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٨
السابق
فموقف الإمام واضح من خلال ما ينطق به النص إنه لم يأمر ولم ينه. ونحن دائما نصرف ذلك للتقية. نظرا لما بين أيدينا من قرائن، كتلك التي تتعلق بالظروف التي عاشها. ونظرا لموقفه الجذري من اغتصاب الخلافة. وقد كان الإمام كما سبق القول على جانب من القدرة في رد المعتدين. فسكوته هنا كسكوته على الخلافة من قبل. فهي مدارات يتقي بها ارتداد الناس وحمية الجاهلية. وقد سألوه يوما: أرضيت بقتله؟ فقال: لم أرض، فقيل له: أسخطت قتله؟
فقال:
لم أسخط (102) فإذا لم يكن راض يعني أنه ساخط. ولكن الإمام يريد أن يقول لهم. إن قتله لا يرضيه، ما دام إن الأمور لم تحل من جذورها. ولكن هذا لا يعني أنه يسخط بقتله.
وذكر بن أبي الحديد من أقواله المختلفة والكثيرة، قوله تارة، الله قتله وأنا معه. وقوله أخرى، كنت رجلا من المسلمين أوردت إذ أوردوا، وأصدرت إذا أصدروا.
لقد ذكر الرسول (ص) في حديث له: إن عليا سيقاتل على التأويل. وكان عثمان أشد الخلفاء محاربة للتأويل وذلك بتتبعه القراء ومعاقبتهم كابن مسعود وحرقه القرائين وتأويلها. وتجدر الإشارة إلى تلك المصادفة العجيبة التي تزامنت مع الثورة على عثمان ومبايعة علي (ع).
إذ جرى ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة. وهي الذكرى السادسة والعشرين لواقعة الغدير الذي فيه خطب الرسول (ص) في المسلمين معلنا ولاية علي (ع) استجابة للنداء القرآني (بلغ ما أنزل إليك من ربك، فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
ترى هل كانت تلك محض مصادفة أم إنها تدبير إلهي خفي لجعل ذكرى يوم التنصيب، ذكرى لإقصاء المغتصب وتنصيب علي (ع) أقول، إنه لو لم تكن ثورة شيعة علي (ع) هي التي جاءت بعلي (ع) وفرضت ولايته لما رآها بنو هاشم البتة.

(102) ابن أبي الحديد.
(١٠٨)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225