الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٦
السابق
غير أن عثمان وبطانته كانوا قد خانوا العهد فرجعت الوفود جميعها. تطالب بقتل عثمان وجماعته وكانت آخر كلمة لعلي (ع) قالها لعثمان: " ما أنا عائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك (96) ".
وبقي كذلك، ولم يجب طلب عثمان، وهو يعلم أن ذلك يؤدي به إلى الموت حتما.
والذين قتلوا عثمان، كانوا هم من بايع عليا (ع) وأصبحوا ساعده الأيمن. ولم يقل فيهم شيئا. ولأعاتبهم على شئ من ذلك البتة، بل قد دافع عنهم، وكان بينه وبين معاوية أن يسلم له قتلة عثمان، لكن الإمام قاتل بهؤلاء بقايا الأمويين.
واشتدت عرى ولائهم له.
وكان محمد بن أبي بكر الذي طعن عثمان ومالك الأشتر هم عماله الثقات على الأمصار، وهم الذين زكى الإمام علي (ع) ثورتهم بأن جعل ثقته فيهم في إقامة الذين ومتابعة الاصلاح. فعندما أراد أن يبعث محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر إلى الكوفة.
قال لهم: إني اخترتكم على الأمصار وفزعت إليكم لما حدث، فكونوا لدين الله أعوانا وأنصارا وانهضوا إلينا، فالإصلاح نريد لتعود هذه الأمة إخوانا (97).
لقد كان موقف علي وشيعته الأوائل واضحا لأعداءه. ولهذا سرعان ما اهتزت عائشة، التي كانت بالأمس تقول: يا معشر المسلمين هذا جلباب رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته، فقال عثمان: " رب اصرف عني كيدهن إن كيدهن عظيم (98) ".
تقول اليوم: يا أيها الناس إن عثمان قتل مظلوما والله لأطلبن بدمه وكانت تقول: " يا معشر قريش إن عثمان قد قتل، قتله علي بن أبي طالب، والله لأنملة أو قالت لليلة من عثمان خير من علي الدهر كله (99) ".

(96) ابن الأثير.
(97) ابن الأثير.
(98) اليعقوبي.
(99) البلاذري / الأنساب.
(١٠٦)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225