الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٣
السابق
فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.
" أما المقداد الذي جاء اسمه في لائحة المعارضين للسقيفة. فإنه كان من الناقمين أيضا، على عثمان. وكان ذلك على أساس إيمانه بحق الإمام علي (ع) وأهل بيته ". فقال:
" ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم، فقال له عبد الرحمن بن عوف:
وما أنت وذاك يا مقداد فقال: إني والله لأحبهم لحب رسول الله (ص) إياهم، وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد الرحمن أعجب من قريش وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (ص) بعده من أيديهم أما وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي (ص) يوم بدر، وجرى بينهم من الكلام خطب طويل " (92).
إن منطق الاصلاح كان هو الذي يوجه هؤلاء جميعا. وكان برنامجهم موحد.
لقد أعطيت لهم الدنيا ودنت منهم أكثر من مرة، ولكنهم رفضوها. فهم لا يقاتلون على مآرب رخيصة. كان سهم منذ السقيفة أن يدمروا بنيان الخلافة الزائف وإقامة صرح الإمامة الشرعية.
ولنعد إلى مجريات الأمور لنتبين كيف أن هؤلاء كانوا قد نفذوا الحكم الثوري على عثمان انطلاقا من مشورة حقيقية للإمام علي (ع).
لقد كان ثمة صراع حقيقي بين علي وعثمان. وبلغ بالإمام أنه بدأ يبدي اعتراضه الصريح على عثمان ولا يأبه بأي تهديد منه، كيف يسكت علي (ع) وهو لم يسكت قبلها إذ سكت إلا مراعاة لحرمة الإسلام وحواريي الرسول (ص). أما وقد بدأ عثمان يختلف في الدين ويستهزئ بشريعته، وينزل من مقام حواريي الرسول (ص) ويرفع من شأن الطلقاء، فلما يكون السكوت أحجا. وليكن ما يكون.
فعلي (ع) كان يريد أن يعيد الأمر بشكل جذري، غير أن الظروف اقتضت أن

(92) مروج الذهب ج 2، ص 352.
(١٠٣)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225