الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٢
السابق
أبي وفعلها الحسين مع عمر (89).
وهل كان من المعقول أن يرفض زعماء الوفود توسط علي (ع) فيما لو أراد عليه السلام ذلك. وهم من كانوا لا يخطون خطوة إلا بإذنه. وبعد مشورته كما يتبين من الوقائع والقرائن المستفيضة. وهم كانوا من خلص شيعته. وكان أحرى به عليه السلام أن يلطم هؤلاء الذين قتلوه أو تزعموا قتله. بدل الثناء عليهم والاهتمام بهم. ودعنا أولا وقبل كل شئ أن نرى كيف كان حال هؤلاء الأنصار، وهل في سيرتهم ما يؤكد على أنهم كانوا متمردين بلا ولاء ولا خلفيات.
كان زعماء الوفود وطلائع التمرد هم محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة بمصر ومالك الأشتر في طليعة الوفد الكوفي وحكيم بن جبلة العبدي كان على رأس الوفد البصري (90).
على أي شئ قاتل هؤلاء وعلى أي مأرب خاضوا كل هذه الثورات.
فأما عمار الذي ثار على عثمان وساهم في قتله، ظل حليفا وفيا للبيت النبوي، ومن أنصار الإمام علي (ع) والذين شاركوا في كل حروبه حتى استشهد في صفين. وكان موقفه على جانب من الحجية.
ذكر المسعودي: (91) وقد كان عمار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو أمية فقال أبو سفيان: أفيكم أحد من غيركم؟.
وقد كان عمي فقالوا: لا، قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة، فانتهره عثمان، وساءه ما قال، ونمى هذا القول إلى المهاجرين والأنصار.
(وغير ذلك الكلام) فقام عمار في المسجد فقال: يا معشر قريش، أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم

(89) الصواعق المحرقة / ابن حجر.
(90) الطبري، ابن الأثير تجارب الأمم.
(91) مروج الذهب ج 2، ص 351 - 352.
(١٠٢)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225