الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٣ - الصفحة ١١٩
السابق
الأمر كذلك، فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل، على: أن لا آمر، ولا أنهى، ولا أقضي، ولا أغير شيئا، فأجابه المأمون إلى ذلك.
وهكذا أراد المأمون أن يري الناس أن الإمام الرضا راغب في الدنيا بقبوله، ولاية العهد، فيسقط محله في قلوبهم، ولكن ما زاده ذلك إلا رفعة وعظمة عندهم، ولما أعيت المأمون الحيل في أمر الرضا اغتاله بالسم.
ومن ثم، فإن موقف المأمون من الإمام الرضا، كموقف أبيه الرشيد من الإمام الكاظم، وموقف جده " المنصور " من الإمام الصادق، وموقف معاوية بن أبي سفيان من الإمام الحسن، لقد هانت دماء الأبرياء والأولياء على حكام الجور من أجل الملك والسلطان، وهانت على المصلحين نفوسهم من أجل الحق (1).
ويروي الحافظ ابن كثير القصة كالتالي: وبايع المأمون لعلي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، أن يكون ولي العهد من بعده، وسماه " الرضا من آل محمد "، وطرح لبس السواد، وأمر بلبس الخضرة، فلبسها هو وجنده، وكتب بذلك إلى الآفاق، وكانت مبايعته له يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان، سنة إحدى ومائتين، وذلك أن المأمون رأى أن عليا الرضا خير أهل البيت، وليس في بني العباس مثله في عمله ودينه، فجعله ولي عهده من بعده (2).
ويروي الإمام الطبري (3): أن علي الرضا لما قدم " مرو " أحسن المأمون وفادته، وجمع رجال دولته وأخبرهم أنه قلب نظره في أولاد العباس، وأولاد

(١) الصدوق: عيون الأخبار، محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص ١٦٧ - ١٦٨ (بيروت ١٩٨١).
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية ١٠ / 247 (القاهرة 1351 ه‍ / 1933 م).
(3) تاريخ الطبري 10 / 43، حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي 2 / 185 - 186. القاهرة 1964).
(١١٩)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 الباب الرابع الأئمة خلفاء الإمام علي بن أبي طالب تقديم 7
3 1 - الإمام محمد الباقر 15
4 1 - نسب الإمام الباقر ومولده 15
5 2 - الإمام الباقر والإمامة 19
6 3 - الإمام الباقر وأهل السنة 22
7 4 - الإمام الباقر والشيعة 26
8 5 - الإمام الباقر والمعتزلة 28
9 6 - الإمام الباقر والصوفية 30
10 7 - الإمام الباقر والصديق والفاروق 32
11 8 - الإمام الباقر والإمام أبو حنيفة 40
12 9 - الإمام الباقر وقريش 44
13 10 - علم الإمام الباقر 48
14 11 - الإمام الباقر وقضية الجبر والاختيار 57
15 12 - من أقوال الإمام الباقر 59
16 13 - الإمام الباقر والعلم 64
17 14 - من كرامات الإمام الباقر 64
18 15 - تواضع الإمام الباقر وزهده 65
19 16 - صفة الإمام الباقر وملبسه 68
20 17 - أولاد الإمام الباقر 69
21 2 - الإمام موسى الكاظم 70
22 1 - نسب الإمام الكاظم ومولده 70
23 2 - الإمام الكاظم والشيعة 72
24 3 - الإمام الكاظم عند أهل السنة 72
25 4 - الإمام الكاظم والمهدي العباسي 75
26 5 - الإمام الكاظم وهارون الرشيد 76
27 6 - من مرويات الإمام الكاظم 90
28 7 - من أقوال الإمام الكاظم 91
29 8 - من كرامات الإمام الكاظم 93
30 9 - من كرم الإمام الكاظم 100
31 10 - من آثار الإمام الكاظم 101
32 11 - أولاد الإمام الكاظم 101
33 3 - الإمام علي الرضا: - 102
34 1 - نسب الإمام الرضا ومولده 102
35 2 - الإمام الرضا والإمامة 103
36 3 - الإمام الرضا والرشيد 105
37 4 - الإمام الرضا والمأمون 106
38 5 - الإمام وولاية العهد 110
39 6 - وفاة الإمام الرضا 127
40 7 - موقف الخليفة المأمون من الإمام علي 130
41 8 - الإمام الرضا والتصوف 145
42 9 - من مرويات الإمام الرضا 150
43 10 - من أقوال الإمام الرضا 152
44 11 - من كرامات الإمام الرضا 155
45 12 - أولاد الإمام الرضا 163
46 4 - الإمام الجواد: - 164
47 1 - نسبه ومولده 164
48 2 - الإمام الجواد والإمامة 165
49 3 - الإمام الجواد والمأمون 172
50 4 - الإمام الجواد والمعتصم 176
51 5 - من مرويات الإمام الجواد 176
52 6 - من أقوال الإمام الجواد 177
53 7 - من كرامات الإمام الجواد 180
54 8 - أولاد الإمام الجواد 182
55 5 - الإمام علي الهادي: - 183
56 1 - نسبه ومولده 183
57 2 - الإمام علي الهادي والمتوكل 186
58 3 - من كرامات الإمام علي الهادي 196
59 4 - من مرويات الإمام علي الهادي 198
60 5 - من أقوال الإمام علي الهادي 198
61 6 - الإمام الحسن العسكري 200
62 1 - نسبه ومولده 200
63 2 - من مناقب الإمام العسكري 201
64 3 - من تفسيره للقرآن الكريم 203
65 4 - من كرامات الإمام العسكري 204
66 5 - من أقوال الإمام العسكري 208
67 6 - دور الإمام العسكري في الإمامة 209
68 7 - الإمام المهدي المنتظر 214