الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٣ - الصفحة ١١٧
السابق
شيئا، فكانت هذه منة في أعناقنا، حتى كافأته في ولده بما فعلت (1).
والمأمون حين قال ذلك، وحين كتب وصيته، وحين أخذ المواثيق على أخيه المعتصم - وهو يحتضر - كان بعيدا عن تأثير " الفضل بن سهل "، بعد أن قضى الأخير نحبه منذ زمن طويل، وإن كان اعتقاده - مع ذلك - لا يخلو من تأثير قديم، صحب نشأته.
على أن هناك وجها آخر للنظر، يذهب أصحابه إلى أن التشيع إنما كان قد انتشر في عهد المأمون - فضلا عن عهد أبيه من قبله - حتى امتدت جذوره إلى البلاط الملكي، فكان الفضل بن سهل، ذو الرياستين، وزير المأمون شيعيا، وكذلك كان " طاهر بن الحسين الخزاعي " قائد المأمون، الذي فتح له بغداد، وقتل أخاه الأمين (193 - 198 ه‍ - / 808 - 813 م) وكثير سواهما، كانوا شيعة، حتى أن المأمون خشي عاقبة هذين الرجلين، فقتل الفضل، وولى طاهرا إمارة هرات - أي عزله عن قيادة الجيش إلى وظيفة أدنى - وكانت الطاهرية كلها تتشيع - كما قال ابن الأثير في حوادث عام 250 ه‍ (2).
وجاء المأمون إلى الحكم، ورأى ما رأى من كثرة الشيعة، وإقبال الناس على الإمام الرضا، ونقمتهم على أبيه، والحاكمين من أسلافه، فحاول أن يداهن، ويستميل الرأي العام، فأظهر التشيع كذبا ونفاقا، وأخذ يدافع ويناظر عن إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنه أحق بالخلافة من أبي بكر وعمر، وهو لا يؤمن بشئ إلا بتثبيت ملكه، وتوطيد سلطانه، والغريب أن حيل المأمون قد انطلت على كثير من الشيعة، فظنوا به خيرا.
والحقيقة أن الرشيد والمأمون قد بنيا على أساس واحد، وهو الاحتفاظ بالسلطة، وإن اختلف شكل البناء، فلقد دس الرشيد السم للإمام الكاظم، ودس

(1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 308.
(2) محمد الحسين المظفري: تاريخ الشيعة ص 50 (ط 1353 ه‍)، محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 164 - 165 الشيعة في الميزان ص 165 - 166
(١١٧)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 الباب الرابع الأئمة خلفاء الإمام علي بن أبي طالب تقديم 7
3 1 - الإمام محمد الباقر 15
4 1 - نسب الإمام الباقر ومولده 15
5 2 - الإمام الباقر والإمامة 19
6 3 - الإمام الباقر وأهل السنة 22
7 4 - الإمام الباقر والشيعة 26
8 5 - الإمام الباقر والمعتزلة 28
9 6 - الإمام الباقر والصوفية 30
10 7 - الإمام الباقر والصديق والفاروق 32
11 8 - الإمام الباقر والإمام أبو حنيفة 40
12 9 - الإمام الباقر وقريش 44
13 10 - علم الإمام الباقر 48
14 11 - الإمام الباقر وقضية الجبر والاختيار 57
15 12 - من أقوال الإمام الباقر 59
16 13 - الإمام الباقر والعلم 64
17 14 - من كرامات الإمام الباقر 64
18 15 - تواضع الإمام الباقر وزهده 65
19 16 - صفة الإمام الباقر وملبسه 68
20 17 - أولاد الإمام الباقر 69
21 2 - الإمام موسى الكاظم 70
22 1 - نسب الإمام الكاظم ومولده 70
23 2 - الإمام الكاظم والشيعة 72
24 3 - الإمام الكاظم عند أهل السنة 72
25 4 - الإمام الكاظم والمهدي العباسي 75
26 5 - الإمام الكاظم وهارون الرشيد 76
27 6 - من مرويات الإمام الكاظم 90
28 7 - من أقوال الإمام الكاظم 91
29 8 - من كرامات الإمام الكاظم 93
30 9 - من كرم الإمام الكاظم 100
31 10 - من آثار الإمام الكاظم 101
32 11 - أولاد الإمام الكاظم 101
33 3 - الإمام علي الرضا: - 102
34 1 - نسب الإمام الرضا ومولده 102
35 2 - الإمام الرضا والإمامة 103
36 3 - الإمام الرضا والرشيد 105
37 4 - الإمام الرضا والمأمون 106
38 5 - الإمام وولاية العهد 110
39 6 - وفاة الإمام الرضا 127
40 7 - موقف الخليفة المأمون من الإمام علي 130
41 8 - الإمام الرضا والتصوف 145
42 9 - من مرويات الإمام الرضا 150
43 10 - من أقوال الإمام الرضا 152
44 11 - من كرامات الإمام الرضا 155
45 12 - أولاد الإمام الرضا 163
46 4 - الإمام الجواد: - 164
47 1 - نسبه ومولده 164
48 2 - الإمام الجواد والإمامة 165
49 3 - الإمام الجواد والمأمون 172
50 4 - الإمام الجواد والمعتصم 176
51 5 - من مرويات الإمام الجواد 176
52 6 - من أقوال الإمام الجواد 177
53 7 - من كرامات الإمام الجواد 180
54 8 - أولاد الإمام الجواد 182
55 5 - الإمام علي الهادي: - 183
56 1 - نسبه ومولده 183
57 2 - الإمام علي الهادي والمتوكل 186
58 3 - من كرامات الإمام علي الهادي 196
59 4 - من مرويات الإمام علي الهادي 198
60 5 - من أقوال الإمام علي الهادي 198
61 6 - الإمام الحسن العسكري 200
62 1 - نسبه ومولده 200
63 2 - من مناقب الإمام العسكري 201
64 3 - من تفسيره للقرآن الكريم 203
65 4 - من كرامات الإمام العسكري 204
66 5 - من أقوال الإمام العسكري 208
67 6 - دور الإمام العسكري في الإمامة 209
68 7 - الإمام المهدي المنتظر 214