الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ٤٢٩
السابق
فأكلوا وشربوا، وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: هذا وارثي ووزيري ووصيي وخليفتي عليكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، وآخرها حديث الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه، وبين هذين الحديثين، صدرت أحاديث كثيرة، كحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وحديث علي مع الحق، والحق مع علي، وحديث الثقلين، إلى غير ذلك مما أثبته أهل السنة - وقد أوردنا الكثير منها في الفصل الخاص بأدلة إمامة الإمام علي رضوان الله عليه -.
غير أن علماء السنة - وإن كانوا لا يشككون في سنة أحاديث الولاية والوصية للإمام علي - فإنهم إنما يفسرون الولاء بالحب والإخلاص، وليس الحكم والسلطان، فضلا " عن الوصية بالعهد إلى الإمام بتجهيز النبي ودفنه، إذن فالأحاديث ثابتة، والخلاف على التفسير، وهو - على أية حال، اجتهاد، وما يلزمنا هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ما درج المفسرون أن يقدموا من اجتهادات وتأويلات، وفوق كل ذي علم عليم (1).
وهكذا والى الشيعة سيدنا الإمام علي، وقالوا بالنص عليه، وأوجبوا له العصمة، اعتمادا " على أحاديث كثيرة، ذكرنا كثيرا " منها في الفصل الخاص بأدلة الإمام علي، ونضيف الآن إليها، قوله صلى الله عليه وسلم لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، فلقد روى الإمام الطبري - وكذا ابن الأثير - في أحداث غزوة أحد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده، قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية، أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: أحمل عليهم، فحمل عليهم، ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي:
أحمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك - أحد بني عامر بن لؤي - فقال جبريل: يا رسول الله، إن هذه للمواساة، فقال

(1) محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 15 - 16 (دار الهلال - دار الجواد - بيروت ط خامسة - 1981).
(٤٢٩)
التالي
الاولى ١
٤٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 الرأي الأول: أهل البيت: أزواج النبي 10
3 الرأي الثاني: أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة 14
4 الرأي الثالث: أهل البيت: النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 15
5 الباب الأول 25
6 أولا ": الإمامة 25
7 ثانيا ": حكم الإمامة 28
8 ثالثا ": اختيار الإمام 48
9 رابعا ": شروط الإمام 60
10 خامسا ": عقد الإمامة 74
11 1 - الطريق الأول: البيعة 86
12 2 - الطريق الثاني: العهد 90
13 3 - الطريق الثالث: القهر والاستيلاء 94
14 سادسا ": طاعة الإمام 95
15 سابعا ": حقوق الإمام وواجباته 116
16 ثامنا ": ألقاب الإمام أو الخليفة 122
17 1 - الخليفة 124
18 2 - أمير المؤمنين 126
19 3 - الإمام 129
20 4 - الملك 130
21 تاسعا ": إمامة المفضول 149
22 عاشرا ": الإمامة عند الشيعة الإمامية 166
23 1 - العصمة: 184
24 2 - التقية: 205
25 1 - التقية في القرآن 206
26 2 - التقية في السنة 211
27 3 - التقية في الدليل العقلي 221
28 4 - التقية عند الخوارج 227
29 5 - التقية عند الشيعة 230
30 6 - التقية عند أهل السنة 239
31 3 - الرجعة 246
32 4 - المهدي 248
33 5 - البداء 261
34 6 - الجفر 263
35 7 - مصحف فاطمة 266
36 الباب الثاني: التشيع: بدايته وأصوله 273
37 1 - التشيع: أسبابه وبدايته 273
38 أولا ": منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم: 278
39 1 - عمار بن ياسر 286
40 2 - أبو ذر الغفاري 296
41 3 - سلمان الفارسي 312
42 ثانيا ": يوم وفاة الرسول 333
43 1 - وجهة نظر الأنصار 333
44 2 - وجهة نظر المهاجرين 334
45 3 - وجهة نظر بني هاشم 335
46 ثالثا ": منذ قصة الشورى 354
47 رابعا ": منذ أخريات أيام عثمان 371
48 خامسا ": منذ وقعة الجمل 382
49 سادسا ": منذ التحكيم 389
50 سابعا ": في أعقاب مأساة كربلاء 400
51 2 - أصل التشيع 410
52 3 - أسباب التشيع 426
53 المراجع المختارة 429
54 أولا ": المراجع العربية 429
55 كتب التفسير 432
56 ثانيا ": المراجع المترجمة 457
57 ثالثا ": المعاجم ودوائر المعارف 458