الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ١ - الصفحة ١٣٣
السابق
عنه، ليمانعوا به أهل الشام، فلم يتم لهم ما أرادوه وحاولوه، وإنما كان خذلانا " لهم من قبل تدبيرهم، وآرائهم المختلفة المخالفة لأمرائهم، ولو كانوا يعلمون لعظموا ما أنعم الله به عليهم من متابعتهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد المسلمين، وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم.
والدليل على أن سيدنا الحسن بن علي، أحد الخلفاء الراشدين، الحديث الشريف الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي رواه الأئمة: أحمد بن حنبل والترمذي وأبو يعلى وابن حبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا ".
هذا وقد كملت الثلاثون سنة بخلافة الإمام الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم، إنما توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل نبوته صلوات الله وسلامه عليه وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صنيعه هذا، وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة، وجعل الملك بيد معاوية بن أبي سفيان، حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد (1).
وروى المسعودي في مروج الذهب: أنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الخلافة بعدي ثلاثة سنة، لأن أبا بكر رضي الله عنه، تقلدها سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام، وعمر، رضي الله عنه، عشر سنين وستة أشهر، وأربع ليال، وعثمان رضي الله عنه، إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرا "، وثلاثة عشر يوما "، وعلي رضي الله عنه، أربع سنين وسبعة أشهر، إلا يوما "، والحسن رضي الله

(١) الحافظ ابن كثير: البداية والنهاية ٨ / 18 (القاهرة 1351 ه‍ / 1933 م).
(١٣٣)
التالي
الاولى ١
٤٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 الرأي الأول: أهل البيت: أزواج النبي 10
3 الرأي الثاني: أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة 14
4 الرأي الثالث: أهل البيت: النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 15
5 الباب الأول 25
6 أولا ": الإمامة 25
7 ثانيا ": حكم الإمامة 28
8 ثالثا ": اختيار الإمام 48
9 رابعا ": شروط الإمام 60
10 خامسا ": عقد الإمامة 74
11 1 - الطريق الأول: البيعة 86
12 2 - الطريق الثاني: العهد 90
13 3 - الطريق الثالث: القهر والاستيلاء 94
14 سادسا ": طاعة الإمام 95
15 سابعا ": حقوق الإمام وواجباته 116
16 ثامنا ": ألقاب الإمام أو الخليفة 122
17 1 - الخليفة 124
18 2 - أمير المؤمنين 126
19 3 - الإمام 129
20 4 - الملك 130
21 تاسعا ": إمامة المفضول 149
22 عاشرا ": الإمامة عند الشيعة الإمامية 166
23 1 - العصمة: 184
24 2 - التقية: 205
25 1 - التقية في القرآن 206
26 2 - التقية في السنة 211
27 3 - التقية في الدليل العقلي 221
28 4 - التقية عند الخوارج 227
29 5 - التقية عند الشيعة 230
30 6 - التقية عند أهل السنة 239
31 3 - الرجعة 246
32 4 - المهدي 248
33 5 - البداء 261
34 6 - الجفر 263
35 7 - مصحف فاطمة 266
36 الباب الثاني: التشيع: بدايته وأصوله 273
37 1 - التشيع: أسبابه وبدايته 273
38 أولا ": منذ أيام النبي صلى الله عليه وسلم: 278
39 1 - عمار بن ياسر 286
40 2 - أبو ذر الغفاري 296
41 3 - سلمان الفارسي 312
42 ثانيا ": يوم وفاة الرسول 333
43 1 - وجهة نظر الأنصار 333
44 2 - وجهة نظر المهاجرين 334
45 3 - وجهة نظر بني هاشم 335
46 ثالثا ": منذ قصة الشورى 354
47 رابعا ": منذ أخريات أيام عثمان 371
48 خامسا ": منذ وقعة الجمل 382
49 سادسا ": منذ التحكيم 389
50 سابعا ": في أعقاب مأساة كربلاء 400
51 2 - أصل التشيع 410
52 3 - أسباب التشيع 426
53 المراجع المختارة 429
54 أولا ": المراجع العربية 429
55 كتب التفسير 432
56 ثانيا ": المراجع المترجمة 457
57 ثالثا ": المعاجم ودوائر المعارف 458