علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٧٧
السابق
الماء ودعا له. ثم قال صلى الله عليه وسلم " ادعوا لي فاطمة " فجاءت خرقة (1) من الحياء فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " اسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ". ثم نضح النبي صلى الله عليه وسلم عليها من الماء ودعا لها.
قالت - أي أسماء - ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى سوادا بين يديه، فقال صلى الله عليه وسلم " من هذا " قلت أنا. قال صلى الله عليه وسلم " أسماء بنت عميس؟ " فقلت نعم. قال صلى الله عليه وسلم " جئت من زفاف بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكرمينه "؟ قلت نعم. قالت: " فدعا لي " (3).
وهكذا يتم الزواج بأقل كلفة، وأدنى مؤونة، وبكل سماحة ويسر وبركة، ويكفيه بركة مباركة رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وأن العروس فاطمة ابنته، وقطعة منه، وأحب الناس إليه، وهي التي بشرها قبيل وفاته عليه الصلاة والسلام بأنها سيدة نساء المؤمنين (4) في الدنيا والآخرة، رضي الله عنها.

(١) خرقة: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء أي: " خجلة مدهوشة ".
(٢) " النهاية " (٢ / ٢٦).
(٣) إسناده جيد، وأخرجه: الطبراني في الكبير (٢٤ / ١٣٦، ١٣٧) وعبد الرزاق في " المصنف " (٥ / ٤٨٥) (والحاكم في " المستدرك " (٣ / ١٥٩) والنسائي في " خصائص الإمام علي " رقم (١٢٤) وابن سعد في الطبقات (٨ / ٢٣) وإسحاق بن راهويه كما في " المطالب العالية " (١٥٧٤) وأخرج أحمد نحوه في " الفضائل (958). ورجال إسناده ثقات ولكن في مكانه خطأ لأن أسماء بنت عميس لم تكن بالمدينة وقت زواج فاطمة - رضي الله عنها بل كانت بالحبشة مرض زوجها جعفر، ولم يرجعا إلى المدينة إلا في السنة السابعة - فلعل ذلك كان لأختها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب.
قال الذهبي في " تلخيصه " صالح من شيوخ مسلم ولكن الحديث غلط لأن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة وقال الحافظ بن حجر في المطالب العالية، بعد أن ذكر حديث إسحاق بن راهويه: " رجاله ثقات لكن أسماء بنت عميس كانت في هذا الوقت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر لا خلاف في ذلك، فلعل ذلك كان لأختها سلمى بنت عميس وهي امرأة حمزة بن عبد المطلب ".
وأورده الهيثمي في " المجمع " (9 / 209 - 210) من طريقين عن أسماء بنت عميس وقال: " رواه كله الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح ".
(4) من حديث متفق عليه، وسيرد في هذا الفصل بتمامه. (ص 77).
(٧٧)
التالي
الاولى ١
٢٤٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 من هم آل البيت 11
3 فضل آل البيت 17
4 السيد والشريف 22
5 آل البيت هل تحل لهم الصدقة 29
6 ماذا تفعل إذا أساء إليك أحد من آل البيت 33
7 مسؤولية آل البيت 39
8 رأس البيت الكريم سيد الأولين والآخرين: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 52
9 أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها 55
10 السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 70
11 الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه 95
12 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 114
13 الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 128
14 استشهاد الحسين رضي الله عنه 141
15 الرأس الشريفة ومدفنه 155
16 علي بن الحسين 157
17 زينب بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها 168
18 رقية المهاجرة الصابرة رضي الله عنها 172
19 أم كلثوم رضي الله عنها 174
20 إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم 175
21 أمهات المؤمنين رضي الله عنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة خديجة الكاملة رضي الله عنها 178
22 السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها 179
23 السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 182
24 السيدة العابدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها 189
25 السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 192
26 السيدة هند بنت أبي أمية " أم سلمة " رضي الله عنها 194
27 السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها 199
28 السيدة جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها 205
29 السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها 207
30 السيدة رملة بنت أبي سفيان " أم حبيبة " رضي الله عنها 210
31 السيدة ميمونة الهلالية رضي الله عنها 212
32 السيدة مارية القبطية رضي الله عنها 228
33 أعمامه صلى الله عليه وسلم: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 229
34 العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه 233
35 عماته صلى الله عليه وسلم 237
36 سراريه صلى الله عليه وسلم 239
37 مواليه صلى الله عليه وسلم 240
38 خاتمة 241