علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ١٠٣
السابق
فبات الناس يدوكون (1) ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال فتساورت (2) لها رجاء أن أدعى لها.
فقال صلى الله عليه وسلم: " أين علي بن أبي طالب ".
فقيل له: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
قال صلى الله عليه وسلم: " فأرسلوا إليه " فأتي به فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا.
فقال صلى الله عليه وسلم:
" انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ". ففتح الله على يديه.
وجاء في رواية: فما لحق به آخر أصحابه حتى فتح على أولهم.
وفي أخرى: " فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح لأولهم " (3).

(١) أي يخوضون ويتحدثون في ذلك. النووي على مسلم (١٥ / ١٧٨).
(٢) أي تطلعت لها، وحرصت عليها، وتطاولت وأظهرت وجهي ليراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتذكرني.
وإنما حرص عليها عمر - رضي الله عنه - لما دلت عليه الإمارة من محبته لله ولرسوله ومحبتهما له والفتح على يديه، النووي على مسلم: (١٥ / ١٧٦).
(٣) البخاري رقم (٢٩٤٢، ٢٩٧٥، ٣٠٠٩، ٣٧٠١، ٣٧٠٢) في (الجهاد) باب (دعاء النبي صلى الله عليه وسلم) وباب (فضل من أسلم على يديه رجل) وفي (فضائل الصحابة) باب (مناقب علي - رضي الله عنه -) وفي (المغازي) باب (غزوة خيبر).
ومسلم: رقم (٢٤٠٦، ٢٤٠٧) في (فضائل الصحابة) باب (من فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -) ٤ / ١٨٧١). وابن ماجة في (المقدمة) (١١٧) باب (فضل علي بن أبي طالب). وأحمد في " المسند " (١ / ٩٩، ٥ / ٣٥٣) وفي (الفضائل) (987، 988، 1036، 1037) وأبو نعيم في الحلية (1 / 62) وفي " معرفة الصحابة " (1 / 297) فما بعدها، " البغوي في شرح السنة " (14 / 111 - 112) والبيهقي في " دلائل النبوة " (4 / 205).
أما عن الحديث فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " (3 / 11) وهذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذين يتبرأون منه ولا يتولونه ولا يحبونه - كالخوارج - فإن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بأنه يحب الله ورسوله.
(١٠٣)
التالي
الاولى ١
٢٤٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 من هم آل البيت 11
3 فضل آل البيت 17
4 السيد والشريف 22
5 آل البيت هل تحل لهم الصدقة 29
6 ماذا تفعل إذا أساء إليك أحد من آل البيت 33
7 مسؤولية آل البيت 39
8 رأس البيت الكريم سيد الأولين والآخرين: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 52
9 أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها 55
10 السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 70
11 الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه 95
12 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 114
13 الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 128
14 استشهاد الحسين رضي الله عنه 141
15 الرأس الشريفة ومدفنه 155
16 علي بن الحسين 157
17 زينب بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها 168
18 رقية المهاجرة الصابرة رضي الله عنها 172
19 أم كلثوم رضي الله عنها 174
20 إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم 175
21 أمهات المؤمنين رضي الله عنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة خديجة الكاملة رضي الله عنها 178
22 السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها 179
23 السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 182
24 السيدة العابدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها 189
25 السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 192
26 السيدة هند بنت أبي أمية " أم سلمة " رضي الله عنها 194
27 السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها 199
28 السيدة جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها 205
29 السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها 207
30 السيدة رملة بنت أبي سفيان " أم حبيبة " رضي الله عنها 210
31 السيدة ميمونة الهلالية رضي الله عنها 212
32 السيدة مارية القبطية رضي الله عنها 228
33 أعمامه صلى الله عليه وسلم: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 229
34 العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه 233
35 عماته صلى الله عليه وسلم 237
36 سراريه صلى الله عليه وسلم 239
37 مواليه صلى الله عليه وسلم 240
38 خاتمة 241