فلك النجاة في الإمامة والصلاة - علي محمد فتح الدين الحنفي - الصفحة ٢٨٤
السابق
وفيه: بعد ذكر قول الترمذي أن حديث ابن عباس في (الجمع) غير معمول به، ولا يخفاك أن الحديث صحيح، وترك الجمهور للعمل به لا يقدح في صحته، ولا يوجب سقوط الاستدلال به، وقد أخذ به بعض أهل العلم كما سلف، وإن كان ظاهر كلام الترمذي أنه لم يأخذ به أحد، ولكن قد أثبت ذلك غيره، والمثبت مقدم (1).
قال النووي في شرح مسلم (في استحباب صوم ستة من شوال): هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبت: " السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها "، (إنتهى من النيل) (2).
وقال النووي في شرح مسلم: وأما حديث ابن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به بل لهم أقوال، وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر إلى آخره (كما مر) (3).
وقال الحافظ في (الفتح)، قال النووي: ومنهم من تأول أن الجمع (صوري) بأن يكون آخر الظهر إلى آخر وقتها، وعجل العصر في أول وقتها. قال: وهو احتمال ضعيف أو باطل لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل.
وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى الأخذ بظاهر هذا الحديث، فجوزوا الجمع في (الحضر) للحاجة مطلقا لكن بشرط أن لا يتخذ ذلك عادة، وإرادة نفي الحرج يقدح في حمله على الجمع (الصوري) لأن القصد إليه لا يخلو عن حرج، ومن قال به (أي بالجمع في الحضر) ابن سيرين، وربيعة، وأشهب، وابن منذر، والقفال الكبير، والخطابي عن جماعة من أصحاب الحديث.
وعن ابن مسعود (مرفوعا): أخرجه الطبراني، ولفظه جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك، فقال: صنعت هذا لئلا تحرج أمتي، (إنتهى ملخصا) (4).
وفي عمدة الرعاية حاشية شرح الوقاية لعبد الحي قوله: وفيه خلاف الشافعي فإنه يجوز الجمع في السفر بين الظهر والعصر تقديما وتأخيرا، وبين المغرب والعشاء كذلك لورود أخبار صريحة دالة على أن النبي (ص) فعله في السفر غير مرة (أخرجه الشيخان، وأصحاب السنن، وغيرهم) كما بسطه الحافظ ابن حجر، وهذا هو الحق (5).
وفي الميزان الكبرى للشعراني: ومن ذلك قول الأئمة الثلاثة لجواز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء تقديما وتأخيرا، (ثم قال): وأما الجمع من غير خوف ولا مرض فجوزه ابن سيرين لحاجة ما لم يتخذ ذلك عادة، وكذلك اختار ابن المنذر وجماعة جواز الجمع في الحضر من غير خوف، ولا مرض ولا مطر ما لم يتخذ ديدنا بخلاف ما لا يجوز الجمع فيه إجماعا كجمع الصبح مع العشاء، أو المغرب مع العصر، ونحو ذلك.
وفي النيل: وقد ذهب (إلى أن المشروع أذان واحد، وإقامة لكل صلاة) الشافعي في القديم، وهو مرضي عن أحمد، وابن حزم، وابن الماجشون، وقواه الطحاوي، وإليه ذهب الهادوية (6).

(1) أيضا، ص 94.
(2) شرح مسلم، ج‍ 1، ص 369.
(3) أيضا، ص 246.
(4) فتح الباري، ج‍ 3، ص 307.
(5) عمدة الرعاية، ج‍ 1، ص 124.
(6) شرح النيل، ج‍ 3، ص 97.
(٢٨٤)
التالي
الاولى ١
٣٦٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 عن الكتاب والمؤلف 3
2 تقاريظ كتاب " فلك النجاة " 5
3 مقدمة المؤلف 11
4 الكتاب الأول غاية المرام في معيار الأمام المقدمة: في لفظ الشيعة ومصداقه 14
5 من نسب من أئمة السنة إلى التشيع 17
6 الباب الأول اختلاف المذاهب ومعيار أهل الحق حديث الثقلين 26
7 تذنيب: من هم أهل البيت (ع) 31
8 تفسير آية المباهلة 31
9 تكملة: في بيان المودة لقربى الرسول (ع) 35
10 الباب الثاني في بيان عدم عمل الأمة بوصية النبي (ص) للتمسك بالثقلين والمودة في القربى الفصل الأول: في ذكر معاوية بن أبي سفيان 40
11 تبصرة: في بغي معاوية 44
12 فصل: في مصالحة علي (ع)، وابنه الحسن (ع) لمعاوية 48
13 الفصل الثاني: في بيان أنصار معاوية وأعوانه 52
14 فصل: في بوائق معاوية بن أبي سفيان 56
15 فصل: نبذة من حالات بعض الصحابة 59
16 تتمة: في رد استلال من قال ان الصحابة كلهم عدول 76
17 فصل: في أحوال يزيد بن معاوية 90
18 فصل: في ذكر معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 92
19 فصل: في ذكر مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 93
20 الباب الثالث الخلافة والإمامة الفصل الأول: الخلافة والإمامة وشروطهما 98
21 فصل: تطابق الصفات المحمدية بالصفات الإلهية 100
22 فصل: في ضرورة الخلافة بعد النبي (ص) وشرائط الخليفة 101
23 صفات الخليفة بعد النبي (ص) 104
24 أدلة أهل السنة لصحة الخلافة 108
25 الدليل الأول: الاجماع 108
26 فصل: في توضيح كيفية انعقاد خلافة الخلفاء الثلاثة 110
27 ذكر احراق عمر بيت فاطمة (صلوات الله عليها) 118
28 استدلال أهل السنة بأمامة أبي بكر 119
29 الدليل الثاني: وصية السلف للخلف 122
30 الدليل الثالث: الشورى 123
31 الدليل الرابع: التسلط والغلبة 126
32 فصل: في بيان اثني عشر خليفة 129
33 الباب الرابع موازنة أوصاف الخلفاء الثلاثة من الايمان والعلم والشجاعة بأمير المؤمنين علي (ع) فصل: في إيمان أمير المؤمنين علي (ع) بالنبي (ص) وملازمته له 133
34 رد الأشكال حول ايمان الأطفال 137
35 فصل: في بيان ايمان أبي بكر الخليفة الأول 138
36 فصل: في إيمان عمر بن الخطاب 139
37 في نبذة من أعمال عمر بن الخطاب 141
38 قضية (القرطاس) 141
39 شرح حديث (القرطاس) 142
40 نتائج حديث (القرطاس) 144
41 فصل: فيما يتعلق بايمان الخليفة الثالث 149
42 تذنيب: في بيان (فدك) 153
43 فصل: في بيان علم أمير المؤمنين علي (ع) 163
44 فصل: في بيان علم أبي بكر 171
45 فصل: في بيان علم الخليفة الثالث عثمان بن عفان 176
46 فصل: في بيان شجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) 178
47 فصل: في بيان فرار الخلفاء الثلاثة في المغازي 183
48 فصل: في فضائل أمير المؤمنين علي (ع) 186
49 فصل: في بيان كون أمير المؤمنين علي (ع) خليفة للنبي (ص) 191
50 تتمة: في أصول الحديث ونقد المؤلفين 209
51 الباب الخامس في أصول الحديث فصل: في توثيق الكتب 223
52 فصل: في توثيق كتب التواريخ والمناقب والحديث 225
53 فصل: في توثيق المحدثين 229
54 الكتاب الثاني ترتيب الصلاة بتطبيق الروايات الباب الأول في بيان تغير الصلاة فصل: في إثبات تغير وصف الصلاة بعد النبي (ص) 234
55 ترك الصلاة والسلام على آل النبي (ص) 235
56 وضع الأحاديث للتقرب من الملوك 240
57 فصل: في التقية والتورية وإخفاء المسائل عمن لا يليق 243
58 الباب الثاني في الطهارة فصل: في المياه 248
59 فصل: فيما يوجب الوضوء وما لا يوجبه 250
60 فصل: في الاستبراء من البول والغائط 252
61 فصل: في صفة الوضوء 253
62 في عدم جواز نسخ القرآن بالسنة والإجماع 263
63 فصل: في سنن الوضوء 264
64 فصل: في الأغسال 264
65 فصل: في التيمم 266
66 الباب الثالث في أحكام الصلاة فصل: في مواقيت الصلاة 270
67 فصل: في الجمع بين الصلاتين 275
68 فصل: في أن الدين يسر 281
69 فصل: في كم يقصر الصلاة 282
70 فصل: في أن القصر في السفر واجب 284
71 فصل: فيمن لا يجب عليه القصر 285
72 فصل: في الأذان 286
73 في صفة الأذان 287
74 فصل: في واجبات الصلاة 291
75 في فرائضها الداخلية 291
76 فصل: في الواجبات الإضافية 298
77 في أذكار الركوع 299
78 فصل: في أن السجدة على الأرض أو على ما أنبتت 304
79 فصل: فصل في كيفية السجود 306
80 فصل: في التشهد 307
81 فصل: في الصلاة على النبي (ص) وآله 310
82 تتمة: ما يتعلق بالتشهد 313
83 الواجب الثامن: التسليم 314
84 فصل: في سنن الصلاة ومندوباتها 317
85 فصل: في إرسال اليدين 324
86 فصل: في كيفية شغل اليدين 327
87 فصل: في التوجيه 327
88 فصل: في القراءة فيما فوق الركعتين 332
89 فصل: في القنوت 333
90 في مد اليدين عند الدعاء 337
91 فصل: في التعقيبات 340
92 فصل: في سجدة اشكر 341
93 في الجماعة 343
94 فصل: من الأحق بالإمامة في الصلاة 344
95 فصل: في رفع اعتراض أهل الجماعة 349
96 فصل: في الصلاة على الميت 350
97 فصل: في رفع اليدين عند تكبيرات الجنازة 355
98 فصل: في وضع الجريدتين في القبر 355
99 تذنيب: في توثيق بعض كتب أهل الشيعة 356