فلك النجاة في الإمامة والصلاة - علي محمد فتح الدين الحنفي - الصفحة ٢٠٣
السابق
علماء المذهب من لم يجوز اللعن على يزيد مع علمهم بأنه يستحق ما يربو على ذلك ويزيد. قلنا تحاميا عن أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى كما هو شعار (الروافض) على ما يروى في أدعيتهم ويجري في أنديتهم، فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوام بالكلية طريقا إلى الاقتصاد في الاعتقاد بحيث لا تزل الأقدام على السواء، ولا تضل الأفهام بالأهواء، وإلا فمن يخفى عليه الجواز والاستحقاق، وكيف لا يقع عليهما الاتفاق، وهذا السر فيما نقل عن السلف في مجانبة أهل الضلال، وسد طريق لا يؤمن أن يجر إلى الغواية في المآل، مع علمهم بحقيقة الحال، وجلية المقال (1).
وجه الاستدلال أما الاستدلال بهذه النصوص المذكورة على ثبوت خلافة علي (ع) فلا حاجة لنا إلى تفصيله لأنه ظاهر بعبارة النص في مقام، وبإشارته أو باقتضائه أو بدلالته في مقام آخر.
وأما الحديث " من كنت " فهو متواتر كما بين، لكن (أهل الجماعة) - كما هي عادتهم - أولوه بتأويلات ركيكة، وحرفوه عن مواضعه، وبدلوه عن معناه المقصود فنبين طريق الاستدلال منه، ونسكت عما سواه. فالمعنى المقصود منه (من كنت) متولي أمره، وسيده المطاع له، وحاكمه، والأولى بالأمر له من نفسه، ومتصرف أمره، وناصره في الدين، ومحبه واجب المحبة (فعلي) كذلك مثلي في جميع هذه المعاني كما في آية المباهلة، والحديث المذكور في الخصائص للنسائي وغيره في حديث خاصف النعل " لأبعثن عليكم رجلا كنفسي " وعنى به عليا " وأنت مني وأنا منك "، " وأن عليا مني وأنا منه "، " وأنا وعلي من نور واحد "، " ومن سب عليا، فقد سبني "، " ولحمه من لحمي ودمه من دمي "، " ومن أطاعك أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني "، " وأنت مني بمنزلة هارون من موسى "، وغيرها، وبعض الآيات يفسر بعضها. وهكذا حكم الأحاديث فقوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله "، وقوله تعالى " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "، وسائر الآيات التي ذكرناها في نصوص الخلافة تفسر بعضها بعضا، ويفيد المعنى المذكور، وتفسر هذه الآيات الأحاديث التي ذكرناها في النصوص بمزيد توضيح والأحاديث تفسر بعضها بعضا. وصدر الخطبة يوم (الغدير) بقوله عليه السلام: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم "، قالوا بلى " أدل دليل، وأوضح تفصيل لقوله تعالى: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "، وإن آخر الحديث (فعلي مولاه) يطابق في المعنى بأوله كما هو دأب الفصاحة، وبخلافة يلزم انتشار المعنى في كلام واحد، وهو يخالف سرد الكلام، ولا يليق بشأن النبي (ص).
وأما الدعاء في آخر الحديث (اللهم وآل من والاه) فإنه إشارة إلى أن الإطاعة في هذا الحكم توجب رضا الله ورسوله، والعصيان فيه يوجب سخط الله ورسوله، كيف لا، وقد قال عز اسمه " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك "، " ومن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ".

(1) نقل مترجم الكتاب أمير الدين في تعليقه على الكتاب حاشيته للحافظ الشيرازي (باللغة الأوردية)، وما نقل عن شرح المقاصد في (المتن) هو جزء من الحاشية التي أوردها المترجم (باللغة العربية). يراجع بهذا الصدد التفتازاني، ج‍ 2، ص 306.
(٢٠٣)
التالي
الاولى ١
٣٦٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 عن الكتاب والمؤلف 3
2 تقاريظ كتاب " فلك النجاة " 5
3 مقدمة المؤلف 11
4 الكتاب الأول غاية المرام في معيار الأمام المقدمة: في لفظ الشيعة ومصداقه 14
5 من نسب من أئمة السنة إلى التشيع 17
6 الباب الأول اختلاف المذاهب ومعيار أهل الحق حديث الثقلين 26
7 تذنيب: من هم أهل البيت (ع) 31
8 تفسير آية المباهلة 31
9 تكملة: في بيان المودة لقربى الرسول (ع) 35
10 الباب الثاني في بيان عدم عمل الأمة بوصية النبي (ص) للتمسك بالثقلين والمودة في القربى الفصل الأول: في ذكر معاوية بن أبي سفيان 40
11 تبصرة: في بغي معاوية 44
12 فصل: في مصالحة علي (ع)، وابنه الحسن (ع) لمعاوية 48
13 الفصل الثاني: في بيان أنصار معاوية وأعوانه 52
14 فصل: في بوائق معاوية بن أبي سفيان 56
15 فصل: نبذة من حالات بعض الصحابة 59
16 تتمة: في رد استلال من قال ان الصحابة كلهم عدول 76
17 فصل: في أحوال يزيد بن معاوية 90
18 فصل: في ذكر معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 92
19 فصل: في ذكر مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 93
20 الباب الثالث الخلافة والإمامة الفصل الأول: الخلافة والإمامة وشروطهما 98
21 فصل: تطابق الصفات المحمدية بالصفات الإلهية 100
22 فصل: في ضرورة الخلافة بعد النبي (ص) وشرائط الخليفة 101
23 صفات الخليفة بعد النبي (ص) 104
24 أدلة أهل السنة لصحة الخلافة 108
25 الدليل الأول: الاجماع 108
26 فصل: في توضيح كيفية انعقاد خلافة الخلفاء الثلاثة 110
27 ذكر احراق عمر بيت فاطمة (صلوات الله عليها) 118
28 استدلال أهل السنة بأمامة أبي بكر 119
29 الدليل الثاني: وصية السلف للخلف 122
30 الدليل الثالث: الشورى 123
31 الدليل الرابع: التسلط والغلبة 126
32 فصل: في بيان اثني عشر خليفة 129
33 الباب الرابع موازنة أوصاف الخلفاء الثلاثة من الايمان والعلم والشجاعة بأمير المؤمنين علي (ع) فصل: في إيمان أمير المؤمنين علي (ع) بالنبي (ص) وملازمته له 133
34 رد الأشكال حول ايمان الأطفال 137
35 فصل: في بيان ايمان أبي بكر الخليفة الأول 138
36 فصل: في إيمان عمر بن الخطاب 139
37 في نبذة من أعمال عمر بن الخطاب 141
38 قضية (القرطاس) 141
39 شرح حديث (القرطاس) 142
40 نتائج حديث (القرطاس) 144
41 فصل: فيما يتعلق بايمان الخليفة الثالث 149
42 تذنيب: في بيان (فدك) 153
43 فصل: في بيان علم أمير المؤمنين علي (ع) 163
44 فصل: في بيان علم أبي بكر 171
45 فصل: في بيان علم الخليفة الثالث عثمان بن عفان 176
46 فصل: في بيان شجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) 178
47 فصل: في بيان فرار الخلفاء الثلاثة في المغازي 183
48 فصل: في فضائل أمير المؤمنين علي (ع) 186
49 فصل: في بيان كون أمير المؤمنين علي (ع) خليفة للنبي (ص) 191
50 تتمة: في أصول الحديث ونقد المؤلفين 209
51 الباب الخامس في أصول الحديث فصل: في توثيق الكتب 223
52 فصل: في توثيق كتب التواريخ والمناقب والحديث 225
53 فصل: في توثيق المحدثين 229
54 الكتاب الثاني ترتيب الصلاة بتطبيق الروايات الباب الأول في بيان تغير الصلاة فصل: في إثبات تغير وصف الصلاة بعد النبي (ص) 234
55 ترك الصلاة والسلام على آل النبي (ص) 235
56 وضع الأحاديث للتقرب من الملوك 240
57 فصل: في التقية والتورية وإخفاء المسائل عمن لا يليق 243
58 الباب الثاني في الطهارة فصل: في المياه 248
59 فصل: فيما يوجب الوضوء وما لا يوجبه 250
60 فصل: في الاستبراء من البول والغائط 252
61 فصل: في صفة الوضوء 253
62 في عدم جواز نسخ القرآن بالسنة والإجماع 263
63 فصل: في سنن الوضوء 264
64 فصل: في الأغسال 264
65 فصل: في التيمم 266
66 الباب الثالث في أحكام الصلاة فصل: في مواقيت الصلاة 270
67 فصل: في الجمع بين الصلاتين 275
68 فصل: في أن الدين يسر 281
69 فصل: في كم يقصر الصلاة 282
70 فصل: في أن القصر في السفر واجب 284
71 فصل: فيمن لا يجب عليه القصر 285
72 فصل: في الأذان 286
73 في صفة الأذان 287
74 فصل: في واجبات الصلاة 291
75 في فرائضها الداخلية 291
76 فصل: في الواجبات الإضافية 298
77 في أذكار الركوع 299
78 فصل: في أن السجدة على الأرض أو على ما أنبتت 304
79 فصل: فصل في كيفية السجود 306
80 فصل: في التشهد 307
81 فصل: في الصلاة على النبي (ص) وآله 310
82 تتمة: ما يتعلق بالتشهد 313
83 الواجب الثامن: التسليم 314
84 فصل: في سنن الصلاة ومندوباتها 317
85 فصل: في إرسال اليدين 324
86 فصل: في كيفية شغل اليدين 327
87 فصل: في التوجيه 327
88 فصل: في القراءة فيما فوق الركعتين 332
89 فصل: في القنوت 333
90 في مد اليدين عند الدعاء 337
91 فصل: في التعقيبات 340
92 فصل: في سجدة اشكر 341
93 في الجماعة 343
94 فصل: من الأحق بالإمامة في الصلاة 344
95 فصل: في رفع اعتراض أهل الجماعة 349
96 فصل: في الصلاة على الميت 350
97 فصل: في رفع اليدين عند تكبيرات الجنازة 355
98 فصل: في وضع الجريدتين في القبر 355
99 تذنيب: في توثيق بعض كتب أهل الشيعة 356