يهود بثوب الإسلام - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ١١٣
السابق
ومنع عمر الصلاة تيمما، فلو فقد الماء فلا صلاة، والمصلحة في نظره هي إنه لو رخص لهم في التيمم، لرخصوا التيمم مع برد الماء (1).
وقد دعا كعب الأحبار للابتعاد عن النصوص الدينية، والتوجه نحو الاجتهاد الشخصي، إذ قال: " إنه لا يصلح رجل (للخلافة) لا يعمل باجتهاد رأيه " (2). بينما قال الإمام علي (عليه السلام): فلا رأي في الدين، إنما هو أمر الرب ونهيه (3).
فيكون كعب وعمر يتفقان في الاعتماد على الرأي الشخصي، ولو في مقابل النصوص الدينية، لمصلحة أو دونها. ومخالفة عمر للنصوص واضحة إذ طلب من أبي بكر عزل أسامة من وظيفته التي نصبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها فقال له أبو بكر: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمرني أن أعزله (4).
ومخالفة أبي بكر للنصوص كثيرة، إذ دعا المسلمون لقتل خالد بن الوليد بعد قتله مالك بن نويرة وأصحابه وزناه بزوجة مالك فقال أبو بكر اجتهد فأخطأ.
وكذب أبو بكر وعمر فاطمة (عليها السلام) في قضية فدك وإغضابها بينما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله (5).
ولكن النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو رسول الله، وخاتم الأنبياء، لم يتبع هذه النظرية، بل سار على النصوص الإلهية، والأوامر ربانية، كما قال الله عز وجل: {إن هو إلا وحي يوحى} (6) وقوله تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين

(١) راجع سنن أبي داود ١ / ٨١، صحيح البخاري ١ / ٧٣، سنن النسائي ١ / ١٦٩، مسند أحمد ٤ / ٣٢٠.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١١٥.
(٣) كتاب بحار الأنوار ٢٩ / ٤٢٣ خطبة الإمام علي (عليه السلام) بعد فتح البصرة.
(٤) الكامل في التاريخ، ابن الأثير ٢ / ٣٣٥.
(٥) مستدرك الصحيحين ٣ / ١٥٣، ميزان الاعتدال ٢ / ٢ (عليه السلام)، الإصابة ٤ / ٣٧٨، تهذيب التهذيب ١٢ / 69، تذكرة الخواص ص 310.
(6) النجم، 4.
(١١٣)
التالي
الاولى ١
١٦٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 المقدمة 5
3 الباب الأول: الدوافع السياسية 8
4 الفصل الأول: دوافع كعب الأحبار في دخوله الإسلام؟ 9
5 الفصل الثاني 12
6 1 - دوافع عمر في استخدام كعب وتميم وأمثالهم 12
7 2 - من طلب من كعب السكن في المدينة؟ 13
8 الباب الثاني: يهود متلبسون بالاسلام 16
9 الفصل الأول: زيد بن ثابت 17
10 الفصل الثاني: الوليد بن عقبة 19
11 الفصل الثالث: 1 - محمد بن مسلمة 21
12 2 - حليف بني عبد الأشهل 22
13 3 - علاقته مع خيار الصحابة 23
14 4 - مأمور عمر الخاص 25
15 5 - اليهود السابقون ومناصبهم السياسية 26
16 6 - من سمي محمدا في الجاهلية 27
17 7 - مقتل كعب بن الأشرف اليهودي 28
18 8 - تعظيم صورة ابن مسلمة 29
19 9 - روايات مزيفة 30
20 10 - اغتيال محمد بن مسلمة 31
21 11 - أحبار متسترون بالإسلام 32
22 الباب الثالث: المرجعية 33
23 الفصل الأول: المرجعية الدينية في زمن الخلافة 34
24 الفصل الثاني: تميم الداري أول من قص في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 46
25 الفصل الثالث: 1 - كعب الأحبار والمرجعية 52
26 2 - رجوع معاوية إلى كعب ودعمه له 57
27 الباب الرابع: دعوة اليهود للكفر 59
28 الفصل الأول: 1 - كعب يعرف جنة عدن 60
29 2 - كعب: كان الله (تعالى) على صخرة بيت المقدس في الهواء! 61
30 الفصل الثاني: 1 - سؤال عن المستقبل وعن الدجال 63
31 2 - كعب يدعو إلى الكفر 64
32 3 - جسم كعب الله سبحانه ووصم داود بالخطيئة 67
33 الفصل الثالث: 1 - زور كعب حديث اثني عشر خليفة 68
34 2 - عمر بين جوابين مختلفين من علي (عليه السلام) وكعب 70
35 الباب الخامس: رأي كعب في العراق 73
36 الفصل الأول: 1 - سر كره اليهود للروم والعراقيين 74
37 2 - كعب: في العراق عصاة الجن وبها باض إبليس وفرخ 77
38 الفصل الثاني: 1 - تفضيل كعب للشام وأهلها على الحجاز وأهلها 78
39 2 - رغبة كعب في سكن فلسطين 79
40 الباب السادس: اليهود والخلافة 82
41 الفصل الأول 83
42 1 - أسرار خطيرة: تدخل كعب في انتخاب خلفاء المسلمين 83
43 2 - اطلاع كعب على وصية عمر لعثمان 84
44 الفصل الثاني: 1 - كعب نصح عمر بعدم تولية علي (عليه السلام) 87
45 2 - كعب الأحبار رشح معاوية للخلافة 90
46 الباب السابع: تلاميذه ورأيه في النصوص الدينية 92
47 الفصل الأول: كعب رفع مكانة تلاميذه 93
48 الفصل الثاني 95
49 1 - نظرية كعب: اتباع منهج المصلحة والابتعاد عن النص 95
50 2 - نظرية المصلحة واعتماد الرأي 96
51 الفصل الثالث: 1 - أحاديث كعب 100
52 2 - المكذبون لكعب الأحبار 105
53 الباب الثامن: التوراة 112
54 الفصل الأول: 1 - تفضيل كعب للتوراة على القرآن 113
55 2 - دراسة الكتب المقدسة والاستفادة منها 115
56 الفصل الثاني: 1 - نظرة الخليفة إلى كتب أهل الكتاب 123
57 2 - توسل باليهود للشفاء 125
58 الباب التاسع: من الأفضل الكعبة أم بيت المقدس؟ 128
59 الفصل الأول: عمر وكعب في بيت المقدس 129
60 الفصل الثاني: 1 - اقتراح كعب بجعل صخرة اليهود قبلة للمسلمين 131
61 2 - تفضيل كعب لبيت المقدس على الكعبة 132
62 الفصل الثالث: من سمى عمر بالفاروق؟ 133
63 الباب العاشر: اخراج اليهود 135
64 الفصل الأول: من أوصى باخراج اليهود إلى الشام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كعب؟ 136
65 الفصل الثاني: 1 - سلاح اليهود الغدر وبث الفتن واحتكار المال 148
66 2 - خطى اليهود 149