وجود العالم بعد العدم عند الإمامية - السيد قاسم علي الأحمدي - الصفحة ١٧٦
السابق
وأما الدعوى الثانية، فقد ظهر وجهها مما عرفت من أن إسناد الفعل إليه تعالى إسناد إلى الفاعل المختار، وقد تقدم أن صدوره بإعمال القدرة والسلطنة، وبطبيعة الحال أن سلطنة الفاعل مهما تمت وكملت زاد استقلاله واستغناؤه عن الغير، وحيث إن سلطنة الباري عز وجل تامة من كافة الجهات والحيثيات ولا يتصور فيها النقص أبدا، فهو سلطان مطلق وفاعل ما يشاء، وهذا بخلاف سلطنة العبد، حيث إنها ناقصة بالذات فيستمدها في كل آن من الغير، فهو من هذه الناحية مضطر فلا اختيار ولا سلطنة له وإن كان له اختيار وسلطنة من ناحية أخرى، وهي ناحية إعمال قدرته وسلطنته، وأما سلطنته تعالى فهي تامة وبالذات من كلتا الناحيتين.. (1).
الثالثة:
من أقوى ما استدل به القائلون بالقدم هو:
إن المؤثر التام في العالم إما أن يكون أزليا أو حادثا.
فإن كان أزليا، لزم قدم العالم لأن عند وجود المؤثر التام يجب وجود الأثر معه لأنه لو تأخر عنه ثم وجد لم يخل إما أن يكون لتجدد أمر أو لا، والأول يستلزم كون ما فرضناه مؤثرا تاما ليس بتام، هذا خلف، والثاني يستلزم ترجيح أحد طرفي الممكن لا لمرجح لأن اختصاص وجود الأثر بالوقت الذي وجد فيه دون ما قبله وما بعده - مع حصول المؤثر التام - يكون ترجيحا من غير مرجح.

(1) محاضرات في الأصول 2 / 41 - 43.
(١٧٦)
التالي
الاولى ١
١٩٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المدخل 2
2 المقدمة (تعريف الحدوث والقدم) 5
3 المقصد الأول في تحقيق الأقوال 9
4 قول المحدث الجليل الشيخ الكليني 10
5 قول الشيخ الصدوق 11
6 قول الشيخ المفيد 12
7 قول الشيخ أبو الصلاح الحلبي 15
8 قول الشيخ أبو الفتح الكراجكي 16
9 قول شيخ الطائفة الطوسي 18
10 قول الشيخ محمد بن الفتال النيسابوري 19
11 قول الشهرستاني 20
12 قول السيد رضي الدين بن طاووس 21
13 قول المحقق الطوسي 21
14 قول الشيخ أبو إسحاق النوبختي 23
15 قول العلامة الحلي 24
16 قول المقداد بن عبد الله السيوري 26
17 قول العلامة البياضي 27
18 قول المحقق الدواني 27
19 قول المحقق السيد الداماد 28
20 قول الملا صدرا 29
21 قول المحقق الميرزا رفيعا النائيني 33
22 قول المولى محمد صالح المازندراني 33
23 قول القاضي سعيد القمي 34
24 قول العلامة المجلسي 34
25 قول المحقق ملا إسماعيل الخاجوئي 39
26 قول العلامة الفقيه الشيخ جعفر المدعو ب‍: كاشف الغطاء 39
27 قول المحقق الميرزا القمي 40
28 قول الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر 40
29 قول الشيخ الأعظم الأنصاري 41
30 قول المحقق الشيخ محمد تقي الآملي 41
31 قول السيد أحمد الخوانساري 41
32 نتيجة البحث من الأقوال السابقة 42
33 جواز الاستدلال بالأدلة السمعية في المسائل الكلامية 43
34 المقصد الثاني في الأدلة النقلية 50
35 أما الآيات فعلى طوائف 51
36 كلام أهل اللغة في تفسير هذه التعابير القرآنية 53
37 سائر الألفاظ 57
38 الأحاديث الصريحة الدالة على حدوث ما سوى الله تعالى 59
39 ملحوظة (حدوث الإرادة والمشية دليل على حدوث ما سوى الله تعالى) 78
40 تنبيه (هل يصح تأويل هذه النصوص؟!) 92
41 إيضاح بعض الأحاديث المشتبهة 94
42 المقصد الثالث في الأدلة العقلية 105
43 الدليل الأول 106
44 الدليل الثاني 107
45 الدليل الثالث 107
46 تتمة 108
47 الدليل الرابع 110
48 الدليل الخامس 111
49 فائدة جليلة في إرشاد الأدلة الشرعية إلى حدوث العالم 113
50 تتمة (البراهين الأخرى) 123
51 المقصد الرابع وقفة مع بعض الشبهات 124
52 الأولى 125
53 الثانية 128
54 الأدلة النقلية في تنزيه الباري من الزمان 129
55 الوجه الأول (في جواب الشبهة) 135
56 الوجه الثاني 140
57 الوجه الثالث 141
58 الوجه الرابع (وبحث الإرادة في الهامش) 146
59 إيضاح 148
60 وجوه فساد القول بالعلية والمعلولية بين الخالق المخلوق 149
61 الأول (الاخبار الدالة على بطلان القول بصدور الأشياء عن ذاته تعالى أو تجليه تعالى فيها في الهامش) 149
62 الثاني (الاخبار الدالة على بطلان السنخية بينه تعالى وبين خلقه في الهامش) 151
63 الثالث 152
64 الرابع 153
65 الخامس 153
66 السادس 154
67 فاعلية الله تعالى بالقدرة والمشية 154
68 امتناع صدور شئ واحد مركب عن الذات البسيطة (في الاخبار الدالة على أنه لا مجرى سوى الله في الهامش) 155
69 الثالثة 160
70 الأول (في جواب الشبهة) 161
71 الثاني 162
72 الثالث 162
73 الرابع 163
74 الخامس 163
75 حدوث العالم لا ينافي جوده تعالى 163
76 دوافع التجاء الفلاسفة إلى تأويل الأحاديث 165
77 الخاتمة في جملة من المفاسد المترتبة على القول بقدم العلم (في بطلان القول بوحدة الوجود والموجود في الهامش) 166