وجود العالم بعد العدم عند الإمامية - السيد قاسم علي الأحمدي - الصفحة ١٨٦
السابق
واستشهد تعالى بهذا الإحداث والاختراع والابتداع على تفرده وتوحده في الأزلية، وهذه الأفعال تدل وتشهد على إيجاد العالم على نحو الحدوث الحقيقي أي المسبوقية بالعدم الصريح.
وهذه الأخبار أيضا تدل على بطلان قول القائل بأن صدور العالم عن الله سبحانه إنما هو على نحو العلية والمعلولية، وأن علمه تعالى علة لهذا النظام المحدود من دون فرق بين أوله وآخره الذي لا منتهى له، وأن هذا النظام الذي افترضوه صدر عن علمه تعالى من دون فرق بين أوله وآخره.. أي كما أن أول النظام معلول لعلمه تعالى كذلك آخره أيضا معلول له بلا فرق بينهما (1).
أقول: إن الالتزام بهذه المقالة يستلزم مفاسد كثيرة:

(1) قال ملا صدرا في الأسفار: القادر له أقسام... ومنها فاعل بالعناية، وهو الذي منشأ فاعليته وعلة صدور الفعل عنه، والداعي له على الصدور مجرد علمه بنظام الفعل والجود لا غير من الأمور الزائدة على نفس العلم كما في الواجب جل ذكره عند حكماء المشائين.
ومنها: الفاعل بالرضا، وهو الذي منشأ فاعليته ذاته العالمة لا غير ويكون علمه بمجعوله عين هوية مجعوله، كما أن علمه بذاته الجاعلة عين ذاته، كالواجب تعالى عند الاشراقيين.
(الاسفار 3 / 11) وقال أيضا: فإذا علمت أقسام الفاعل، فاعلم أنه ذهب جمع من الطباعية والدهرية - خذلهم الله تعالى - إلى أن مبدء الكل فاعل بالطبع، وجمهور الكلاميين إلى أنه فاعل بالقصد، والشيخ الرئيس - وفاقا لجمهور المشائين - إلى أن فاعليته للأشياء الخارجية بالعناية، وللصور الحاصلة في ذاته على رأيهم بالرضا، وصاحب الإشراق - تبعا لحكماء الفرس والرواقيين - إلى أنه فاعل للكل بالمعنى الأخير... فهو إما فاعل بالعناية أو بالرضا... إلا أن الحق الأول منهما، فإن فاعل الكل - كما سيجئ - يعلم الكل قبل وجودها بعلم هو عين ذاته فيكون علمه بالأشياء الذي هو عين ذاته منشأ لوجودها، فيكون فاعلا بالعناية.. إلى آخره.
(الاسفار 2 / 224)
(١٨٦)
التالي
الاولى ١
١٩٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المدخل 2
2 المقدمة (تعريف الحدوث والقدم) 5
3 المقصد الأول في تحقيق الأقوال 9
4 قول المحدث الجليل الشيخ الكليني 10
5 قول الشيخ الصدوق 11
6 قول الشيخ المفيد 12
7 قول الشيخ أبو الصلاح الحلبي 15
8 قول الشيخ أبو الفتح الكراجكي 16
9 قول شيخ الطائفة الطوسي 18
10 قول الشيخ محمد بن الفتال النيسابوري 19
11 قول الشهرستاني 20
12 قول السيد رضي الدين بن طاووس 21
13 قول المحقق الطوسي 21
14 قول الشيخ أبو إسحاق النوبختي 23
15 قول العلامة الحلي 24
16 قول المقداد بن عبد الله السيوري 26
17 قول العلامة البياضي 27
18 قول المحقق الدواني 27
19 قول المحقق السيد الداماد 28
20 قول الملا صدرا 29
21 قول المحقق الميرزا رفيعا النائيني 33
22 قول المولى محمد صالح المازندراني 33
23 قول القاضي سعيد القمي 34
24 قول العلامة المجلسي 34
25 قول المحقق ملا إسماعيل الخاجوئي 39
26 قول العلامة الفقيه الشيخ جعفر المدعو ب‍: كاشف الغطاء 39
27 قول المحقق الميرزا القمي 40
28 قول الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر 40
29 قول الشيخ الأعظم الأنصاري 41
30 قول المحقق الشيخ محمد تقي الآملي 41
31 قول السيد أحمد الخوانساري 41
32 نتيجة البحث من الأقوال السابقة 42
33 جواز الاستدلال بالأدلة السمعية في المسائل الكلامية 43
34 المقصد الثاني في الأدلة النقلية 50
35 أما الآيات فعلى طوائف 51
36 كلام أهل اللغة في تفسير هذه التعابير القرآنية 53
37 سائر الألفاظ 57
38 الأحاديث الصريحة الدالة على حدوث ما سوى الله تعالى 59
39 ملحوظة (حدوث الإرادة والمشية دليل على حدوث ما سوى الله تعالى) 78
40 تنبيه (هل يصح تأويل هذه النصوص؟!) 92
41 إيضاح بعض الأحاديث المشتبهة 94
42 المقصد الثالث في الأدلة العقلية 105
43 الدليل الأول 106
44 الدليل الثاني 107
45 الدليل الثالث 107
46 تتمة 108
47 الدليل الرابع 110
48 الدليل الخامس 111
49 فائدة جليلة في إرشاد الأدلة الشرعية إلى حدوث العالم 113
50 تتمة (البراهين الأخرى) 123
51 المقصد الرابع وقفة مع بعض الشبهات 124
52 الأولى 125
53 الثانية 128
54 الأدلة النقلية في تنزيه الباري من الزمان 129
55 الوجه الأول (في جواب الشبهة) 135
56 الوجه الثاني 140
57 الوجه الثالث 141
58 الوجه الرابع (وبحث الإرادة في الهامش) 146
59 إيضاح 148
60 وجوه فساد القول بالعلية والمعلولية بين الخالق المخلوق 149
61 الأول (الاخبار الدالة على بطلان القول بصدور الأشياء عن ذاته تعالى أو تجليه تعالى فيها في الهامش) 149
62 الثاني (الاخبار الدالة على بطلان السنخية بينه تعالى وبين خلقه في الهامش) 151
63 الثالث 152
64 الرابع 153
65 الخامس 153
66 السادس 154
67 فاعلية الله تعالى بالقدرة والمشية 154
68 امتناع صدور شئ واحد مركب عن الذات البسيطة (في الاخبار الدالة على أنه لا مجرى سوى الله في الهامش) 155
69 الثالثة 160
70 الأول (في جواب الشبهة) 161
71 الثاني 162
72 الثالث 162
73 الرابع 163
74 الخامس 163
75 حدوث العالم لا ينافي جوده تعالى 163
76 دوافع التجاء الفلاسفة إلى تأويل الأحاديث 165
77 الخاتمة في جملة من المفاسد المترتبة على القول بقدم العلم (في بطلان القول بوحدة الوجود والموجود في الهامش) 166