هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٨٤
السابق
فهو يفسر الحركة بالفعل كما فسر السكون بعدم الفعل، وهي عنده من مقولة الفعل، وليست من مقولة الأين، وقد خالف بهذا التفسير جمهور المتكلمين والفلاسفة، حين فسروها بالحصول الأول في المكان الثاني، كما فسروا السكون بالحصول في الحيز أكثر من زمان واحد، حسبما كانوا يفهمونه في ذلك العهد، ويريدون طبعا بها حركة الانتقال.
ونجد في رأي هشام هذا تطورا في فهم الحركة واقترابا من واقعها الذي يفهمه المفكرون حين فسروها بالصيرورة الدائمة اللاحقة لجميع الكائنات حتى الجمادات، لكن كل شئ بحسبه.
ومن القريب أن نجد في قول تلميذه بأن الحركة مبدأ تغير ما (1) تفسيرا واضحا، يلتقي بقول هشام أن الحركة فعل.
ويصف هشام الحركة بأنها صفة للفاعل ليست هي هو ولا غيره، وأنها قائمة لا في محل، ككل الأفعال أو صفات الأجسام، وهي عنده معنى ليست بجسم على خلاف رأيه في قسم من الأعراض. وقد وجدنا أبا الهذيل يذهب إلى أن الأعراض ترى حتى الحركة، وأن الحركة، من بينها ليست مماسة للمتحرك ولا مباينة، وقد اجتمع هو وهشام وتناظرا في ذلك.
فقال هشام لأبي الهذيل: " إذا زعمت أن الحركة ترى فلم زعمت أنها لا تلمس ". قال أبو الهذيل: " لأنها ليست بجسم فيلمس " لأن اللمس إنما يقع على الأجسام. فقال هشام:
" فقل إنها لا ترى لأن الرؤية إنما تقع على الأجسام ". فرجع

(1) الملل والنحل ج 1 ص 29.
(١٨٤)
التالي
الاولى ١
٢٤٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 تقديم 7
3 طبيعة عصره الثقافي 12
4 حياة هشام 35
5 ثقافته 50
6 مكانته 66
7 تأثره بالفكر الأجنبي 75
8 هشام بين الفلسفة والكلام 91
9 بين هشام والنظام 94
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 100
11 (2) النزعة الحسية 102
12 (3) نزعة الجدل 106
13 (4) روح التعمق 106
14 مؤلفاته 111
15 آراؤه 116
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 118
17 (2) توحيده 121
18 (3) ذاته 122
19 (4) علمه 129
20 (5) بقية صفاته 139
21 (6) القرآن 147
22 (7) رؤية الخالق 150
23 (8) البداء 152
24 (9) معرفة الله 155
25 الآراء الطبيعية 155
26 (1) الجزء 159
27 (2) الأعراض 164
28 (3) الطفرة 169
29 (4) التداخل 171
30 (5) الحركة 174
31 (6) حقيقة الانسان 176
32 الزلازل 181
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 182
34 (2) الاستطاعة 186
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 189
36 (4) النبوة 193
37 (5) الإمامة 195
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 202
39 (2) أن يكون أعلم الناس 206
40 (3) الكرامات 208
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 210
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 212
43 (3) مع ضرار أيضا 213
44 (4) مع عمرو بن عبيد 214
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 216
46 (6) هشام مع الشامي 217
47 (7) مع النظام 219
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 219
49 (9) هشام مع الجاثليق 221
50 (10) مع بنان الحروري 223
51 (11) مع الموبذ 224
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 225
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 226
54 أثر هشام لدى المتكلمين 228
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 231