هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٥٥
السابق
إزاء ذلك لا نستطيع أن نجزم بشئ، وإن كان النظام قد عرف آراء هشام بعد ما خالطه في كبره كما سبق، والقول به كما عرفت إنما كان نتيجة للزوم تعلق الإرادة القديمة بالمحدثات بعد إن لم تكن متعلقة به، وهو يؤدي إلى التغير في الذات على نحو قول الجهم في حدوث العلم لا في محل، ونتيجة لنزعة المعتزلة التنزيهية المحضة لذلك نفوا عنه الإرادة بمعناها الحقيقي وأثبتوها له تجوزا بالمعنى المذكور وهو تعليل مقبول أشار إليه الحديث السابق.
لكن عرفت أن هشاما قد وافق الشيعة في نفي الإرادة بمعناها، وخالفهم فيها بأمرين: الأول تفسير إرادة بالحركة والحركة بالفعل. الثاني: قوله في الحركة التي هي الإرادة عنده، عين قوله في العلم، وهو حدوثها لا في محل، ولا يصح وصفها بالحدوث ولا بالقدم، ولا أنها هي هو ولا غيره، وقد وافقه على هذا الرأي أبو الهذيل العلاف في أصل الإرادة بمعناها الذي فسرها به، فقال أبو الهذيل " بإرادة حادثة لا في محل " (1) والشهرستاني يقول أن أبا الهذيل أثبت إرادات لا محل لها يكون الباري تعالى مريدا بها، وهو أول من أحدث هذه المقالة وتابعه عليها المتأخرون " (2).
ثم احتضن هذا الجبائيان من بعده و " أثبتا إرادات حادثة لا في محل " (3) ويعزى هذا أيضا إلى السيد المرتضى من الشيعة

(1) إبراهيم بن سيار ص 84.
(2) الملل ص 29.
(3) المصدر نفسه ص 42.
(١٥٥)
التالي
الاولى ١
٢٤٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 تقديم 7
3 طبيعة عصره الثقافي 12
4 حياة هشام 35
5 ثقافته 50
6 مكانته 66
7 تأثره بالفكر الأجنبي 75
8 هشام بين الفلسفة والكلام 91
9 بين هشام والنظام 94
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 100
11 (2) النزعة الحسية 102
12 (3) نزعة الجدل 106
13 (4) روح التعمق 106
14 مؤلفاته 111
15 آراؤه 116
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 118
17 (2) توحيده 121
18 (3) ذاته 122
19 (4) علمه 129
20 (5) بقية صفاته 139
21 (6) القرآن 147
22 (7) رؤية الخالق 150
23 (8) البداء 152
24 (9) معرفة الله 155
25 الآراء الطبيعية 155
26 (1) الجزء 159
27 (2) الأعراض 164
28 (3) الطفرة 169
29 (4) التداخل 171
30 (5) الحركة 174
31 (6) حقيقة الانسان 176
32 الزلازل 181
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 182
34 (2) الاستطاعة 186
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 189
36 (4) النبوة 193
37 (5) الإمامة 195
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 202
39 (2) أن يكون أعلم الناس 206
40 (3) الكرامات 208
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 210
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 212
43 (3) مع ضرار أيضا 213
44 (4) مع عمرو بن عبيد 214
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 216
46 (6) هشام مع الشامي 217
47 (7) مع النظام 219
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 219
49 (9) هشام مع الجاثليق 221
50 (10) مع بنان الحروري 223
51 (11) مع الموبذ 224
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 225
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 226
54 أثر هشام لدى المتكلمين 228
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 231