هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١١٦
السابق
وقد قال فيه الإمام الصادق بعد انتهاء هشام من مناظرة الشامي: " يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك، إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، إتق الله الزلة، والشفاعة من ورائك " (1).
وتجد هذه الروح، واضحة فيه تماما في كثير من مناظراته حول الإمامة، ومن أمثلة ذلك، وقد سأله بعض المتكلمين فقال له:
" لم فضلت عليا على أبي بكر، (والله يقول ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)؟ فقال هشام: أخبرني عن حزنه في ذلك الوقت: أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت. فقال هشام: إن زعمت أنه كان لله رضى فلم نهاه، رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له لا تحزن؟ أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟ وإن زعمت أنه كان لله غير رضى فلم تفتخر بشئ كان لله غير رضى؟ وقد علمت ما قال الله تبارك وتعالى حين قال: * (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) * (2).
وكما برز هشام هنا في شخصيته الجدلية بصورة واضحة، كذلك برز في شخصيته الفكرية، يأتي على الموضوع الذي يحاوله والفكرة التي يذهب إليها بدقة وإحكام، فهو يلزم خصمه أولا بمقدمات يرددها بين السلب والايجاب، من غير أن

(1) إرشاد المفيد ص 257.
(2) بحار الأنوار م 4 ص 160.
(١١٦)
التالي
الاولى ١
٢٤٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 تقديم 7
3 طبيعة عصره الثقافي 12
4 حياة هشام 35
5 ثقافته 50
6 مكانته 66
7 تأثره بالفكر الأجنبي 75
8 هشام بين الفلسفة والكلام 91
9 بين هشام والنظام 94
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 100
11 (2) النزعة الحسية 102
12 (3) نزعة الجدل 106
13 (4) روح التعمق 106
14 مؤلفاته 111
15 آراؤه 116
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 118
17 (2) توحيده 121
18 (3) ذاته 122
19 (4) علمه 129
20 (5) بقية صفاته 139
21 (6) القرآن 147
22 (7) رؤية الخالق 150
23 (8) البداء 152
24 (9) معرفة الله 155
25 الآراء الطبيعية 155
26 (1) الجزء 159
27 (2) الأعراض 164
28 (3) الطفرة 169
29 (4) التداخل 171
30 (5) الحركة 174
31 (6) حقيقة الانسان 176
32 الزلازل 181
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 182
34 (2) الاستطاعة 186
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 189
36 (4) النبوة 193
37 (5) الإمامة 195
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 202
39 (2) أن يكون أعلم الناس 206
40 (3) الكرامات 208
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 210
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 212
43 (3) مع ضرار أيضا 213
44 (4) مع عمرو بن عبيد 214
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 216
46 (6) هشام مع الشامي 217
47 (7) مع النظام 219
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 219
49 (9) هشام مع الجاثليق 221
50 (10) مع بنان الحروري 223
51 (11) مع الموبذ 224
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 225
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 226
54 أثر هشام لدى المتكلمين 228
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 231