نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٤
السابق
عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فأعجبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير، قال أنس قلت:
اللهم اجعله رجلا منا حتى نشرف به، قال: فإذا علي، فلما أن رأيته حسدته فقلت: النبي صلى الله عليه وسلم مشغول، فرجع، قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الثانية، فأقبل علي كأنما يضرب بالسياط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إفتح إفتح، فدخل فسمعته يقول: اللهم وإلي، حتى أكل معه من ذلك الطير " (1).

(١) قال الميلاني: وهذه الأحاديث الثلاثة أوردها بن الجوزي عن ابن مردويه في كتابه (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ١ / ٢٣٤) والذي نحن بصدده - الآن - ذكر رواة حديث الطير وأسانيدهم، ولسنا في مقام مناقشة الأقوال، إلا أن تعصب ابن الجوزي يضطرنا إلى أن نتعقب بعض كلامه، لتبين حقيقة الحال، وعليه فقس ما سواه.
قال ابن الجوزي - بعد الحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة المذكورة -: " قال المصنف:
في هذا الحديث (عبد الله بن المثنى) وكان ضعيفا. وفيه (العباس بن بكار) قال الدارقطني: هو كذاب ".
فنقول: إن ابن الجوزي لم يطعن في هذا السند إلا من جهة (عبد الله بن المثنى) و (العباس بن بكار) لكن:
الأول: من رجال: البخاري والترمذي وابن ماجة كما بترجمته من (تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨٨) وقال: " قال ابن معين - في رواية إسحاق بن منصور - وأبو زرعة أبو حاتم: صالح، زاد أبو حاتم: شيخ " ثم نقل ثقته عن: ابن حبان والعجلي والترمذي والدارقطني. وهذا القدر يكفي للاحتجاج به، لا سيما كلام أبي حاتم، بالنظر إلى ما سننقله عن الذهبي.
وأما الثاني، فإنه وإن أورده الذهبي في (الميزان ٢ / ٣٨٢) ونقل عن الدارقطني قوله " كذاب " فقد أوضح العلة في رميه بالكذب بقوله: " قلت: اتهم بحديثه عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن شعبة، عن أبي جحيفة، عن علي - مرفوعا - إذا كن يوم القيامة نادى مناد: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة حتى تمر على الصراط إلى الجنة.
وقال العقيلي: الغالب عن حديثه الوهم والمناكير " فذكر حديثا.
ثم زعم الاتحاد بينه وبين " العباس بن الوليد بن بكار " الذي عنونه ابن حبان وجعل من أباطيله: " عن خالد بن أبي عمرو الأزدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
مكتوب على العرش: لا إله إلا الله وحدي، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي " ومن مصائبه:
" حدثنا عبد الله بن زياد الكلابي عن الأعمش، عن زر، عن حذيفة - مرفوعا - في المهدي، فقال سلمان: يا رسول الله، من أي ولدك؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين ".
أقول:
كان الرجل يستكثر مثل هذا النداء في حق فاطمة الزهراء بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيرى مثل هذا الخبر كذبا فيتهم الراوي له!!.
والجدير بالالتفات هنا أن الذهبي لا يذكر قدحا للرجل إلا هذا، ولو كان هناك جرح من أحد الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم وأمثالهما لأورده، لكنه تعنت ولم يذكر كلمة أبي حاتم المادحة له: قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٦ / ٢١٦): " عباس بن بكار الضبي أبو الوليد، بصري، روى عن أبي بكر الهذلي، حماد بن سلمة، وسعيد بن زربي. سمع منه أب ي بالبصرة أيام الأنصاري. نا عبد الرحمن قال: سئل أبي عنه فقال: شيخ ".
فإذا عرفنا علة القدح وأنها واهية، بقي هذا المدح بلا معارض. وعلى فرض التنزل تقدم كلام أبي حاتم إذ لا يعارض قول الدارقطني قوله، وعلى فرض التكافؤ تقدم قول: أبي حام لقول الذهبي نفسه ٦ " إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث " سير أعلام النبلاء ١٣ / 247.
(٢٢٤)
التالي
الاولى ١
٤٠٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 3
2 من ألفاظ حديث الطير 4
3 كلمة المؤلف 5
4 كلمة السيد صاحب العبقات 18
5 كلام الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة 20
6 فوائد حول حديث الطير 23
7 الفائدة الأولى: في ذكر أسامي رواته في القرون المختلفة 24
8 الفائدة الثانية: في أن ثلة من رواته هم من مشايخ إجازة والد الدهلوي 32
9 الفائدة الثالثة: في ذكر من جمع طرقه وأفرده بالتأليف 44
10 وجوه دلالة ذلك على اعتبار الحديث 45
11 1 - الظن القوي بصدوره 45
12 2 - صحته 45
13 3 - حسنه 46
14 4 - قوته 47
15 5 - صيانته عن الطعن 48
16 6 - لو كان فيه شئ لبينوا 49
17 7 - لو كان باطلا لما جمعوا طرقه وألفاظه 49
18 الفائدة الرابعة: في ذكر من أورده بصيغة الجزم 51
19 ذكر الحديث كذلك حكم بالصحة أو الحسن 52
20 الفائدة الخامسة: في ذكر الكتب المشهورة التي أخرج فيها 54
21 الفائدة السادسة: في ذكر رواته من التابعين 72
22 ذكر مواضع رواياتهم 76
23 فضل التابعين 80
24 الفائدة السابعة: في ذكر رواته من الصحابة 84
25 الفائدة الثامنة: في ذكر الوجوه الدالة على صحته 87
26 1 - عدالة رواته 87
27 2 - تصحيح جماعة 87
28 3 - الحسن كالصحيح بل هو قسم منه 88
29 4 - القول بمضمون الحديث يقتضي صحته وثبوته 88
30 5 - عقد الحديث في الشعر يدل على صحته واشتهاره 89
31 الفائدة التاسعة: في ذكر وجوه اشتهاره وتواتره 90
32 كلام ابن حجر المكي في خبر صلاة أبي بكر 90
33 كلام ابن حزم في مسألة بيع الماء 90
34 توفر شروط التواتر فيه 91
35 الفائدة العاشرة: في ذكر الوجوه المفيدة للقطع بصدوره 94
36 1 - رواية الفريقين بالطرق الكثيرة 94
37 2 - وجوب الأخذ بالمتفق عليه 94
38 3 - رواية أمير المؤمنين عليه السلام له 95
39 4 - احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام به 96
40 5 - كلام القاضي عياض حول معاجز النبي عليه وآله الصلاة والسلام 96
41 6 - فائدة أخرى في كلام القاضي عياض 98
42 7 - فائدة ثالثة في كلام القاضي عياض 98
43 8 - كلام الدهلوي في الدفاع عن أبي بكر 99
44 9 - فائدة أخرى من كلام الدهلوي 100
45 10 - فائدة ثالثة من كلام الدهلوي 100
46 مسند حديث الطير 101
47 [1] رواية أبي حنيفة 102
48 ترجمة شعيب بن إسحاق 103
49 [2] رواية أحمد بن حنبل 104
50 رواية أحمد دليل الثبوت 105
51 من مصادر ترجمة أحمد 107
52 [3] رواية عباد بن يعقوب الرواجني 108
53 وجوه وثاقة عباد بن يعقوب: 1 - إنه شيخ البخاري 109
54 2 - إنه شيخ الترمذي 109
55 3 - إنه شيخ ابن ماجة 110
56 4 - رواية الأساطين عنه 110
57 5 - توثيق أبي حاتم الرازي 112
58 6 - توثيق ابن خزيمة 113
59 ترجمة ابن خزيمة 113
60 7 - قال الدارقطني: صدوق 114
61 8 - صحة حديثه 115
62 9 - قال ابن حجر: صدوق 115
63 الرفض لا يوجب الترك 115
64 [4] رواية أبي حاتم الرازي وترجمته 119
65 [5] رواية الترمذي 120
66 وثاقة السدي: 121
67 1 - توثيق أحمد 122
68 2 - توثيق العجلي 122
69 3 - قال النسائي: صالح 122
70 4 - قال ابن عدي: مستقيم الحديث، صدوق 123
71 5 - ذكره ابن حبان في الثقات 123
72 6 - توثيق السمعاني 124
73 7 - تخريج مسلم حديثه 124
74 8 - إنه من رجال الصحاح 125
75 9 - كونه شيخ شعبة 126
76 10 - رواية الأعلام عنه 126
77 11 - تصريح الكابلي صاحب الصواقع بوثاقته 126
78 12 - تصريح الدهلوي صاحب التحفة بوثاقته 126
79 تتمة في وصف الترمذي الحديث بالغرابة 126
80 جامع الترمذي صحيح 127
81 [6] رواية البلاذري وترجمته 135
82 ترجمة ابن شهر آشوب 137
83 [7] رواية عبد الله بن أحمد وترجمته 138
84 [8] رواية أبي بكر البزار 140
85 ترجمة أبي بكر البزار 142
86 [9] رواية النسائي 143
87 رجال السند: النسائي 143
88 زكريا بن يحيى 146
89 حسن بن حماد 147
90 مسهر بن عبد الملك 147
91 عيسى بن عمر 148
92 السدي 149
93 أنس بن مالك 149
94 صحة أحاديث الخصائص والاحتجاج بها 149
95 [10] رواية أبي يعلى 152
96 اعتبار مسند أبي يعلى 153
97 ترجمة أبي يعلى 156
98 [11] رواية ابن جرير الطبري وترجمته 156
99 هفوة من ابن كثير 157
100 [12] رواية أبي القاسم البغوي وترجمته 158
101 [13] رواية ابن صاعد وترجمته 160
102 [14] رواية ابن أبي حاتم الرازي وترجمته 161
103 [15] رواية ابن عبد ربه 161
104 ابن عبد ربه وكتابه العقد 172
105 [16] رواية المحاملي وترجمته 174
106 [17] رواية ابن عقدة وترجمته 176
107 [18] رواية المسعودي وترجمته 178
108 [19] رواية الجدي شيخ الطبراني 179
109 [20] رواية الطبراني 180
110 ترجمة الطبراني 183
111 [21] رواية ابن السقا الواسطي وترجمته 184
112 [22] رواية أبي الليث السمرقندي وترجمته 186
113 [23] إثبات الصاحب ابن عباد وترجمته 188
114 [24] رواية ابن شاهين وترجمته 190
115 [25] رواية الدارقطني وترجمته 192
116 [26] رواية الحربي وترجمته 195
117 [27] رواية ابن بطة وترجمته 197
118 [28] رواية أبي بكر النجار وترجمته 199
119 [29] رواية الحاكم وتصنيفه في جميع طرقه 200
120 ترجمة الحاكم 209
121 [30] رواية الخركوشي وترجمته 211
122 [31] رواية ابن مردويه وتصنيفه في جمع طرقه 213
123 ترجمة ابن مردويه 216
124 [32] تصحيح عبد الجبار بن أحمد 217