نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٧٦
السابق
فيظهر من كلام محمد بن الحنيفة أنهم لا زالوا في شك من نصرة أهل العراق لهم بالرغم من كثرة عددهم.
وخرج الحسين قاصدا الكوفة وأرسل قبله مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ليتأكد من بيعة الناس له فوصل مسلم بن عقيل الكوفة واجتمع إليه خلق كبير من الشيعة وجعلت الشيعة تختلف إليه وهو في دار عروة بن هانئ المذحجي ويبايعون الحسين سرا ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذ عليهم العهود أنهم لا ينكثون حتى بايعه ما ينيف على عشرين ألفا (1).
وبينما الحسين في طريقه لقي الفرزدق بن غالب الشاعر فسأله عن أمر الناس فقال له الفرزدق: الخبير سألت ان قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية (2).
ونفهم من هذا النص أن الشك كان يحوم حول مدى نصرة أهل الكوفة من شيعة وغيرهم للعلويين.
ثم توالت الأحداث، فقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وخافت الشيعة ولم تخرج لنصرتهم ولم يعلم الحسين ما حدث إلا بعد وصوله ولم يبق معه غير أهل بيته وعددهم 62 أو 72 رجلا، وعمر بن سعد في 4 آلاف (3).
وقد خير الحسين أهل بيته بين البقاء معه أو الخروج لأن القوم لا يريدون غيره فأبوا وقاتلوا معه حتى قتل وقتلوا (4).
وهكذا نرى أن حركة التشيع كانت لا تزال متعثرة في طريقها لأن التشيع في نظر أهل العراق كان مرتبطا بذكرى حكم علي الذي يمثل زعامة العراق بين الأمصار (5).

(١) أبو مخنف: مقتل الحسين ص ٢٨ - ٢٩، وانظر الخوارزمي: مقتل الحسين ج ١ ص ٢٠٠.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ج 3 الورقة 20 آ.
(3) اليعقوبي: التاريخ ج 2 ص 216.
(4) أبو مخنف: مقتل الحسين ص 61 - 62.
(5) الدوري: مقدمة في صدر الإسلام ص 61.
(٧٦)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287