نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٥٧
السابق
مسألة الإمامة ومنزلة آل البيت من النبي ووراثتهم له.
ويذكر الصدوق: إن المأمون كان يجلب على الرضا متكلمي الفرق والأهواء المضلة وكل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا عن الحجة مع واحد منهم وذلك حسدا منه له ولمنزلته من العلم فكان لا يكلم أحدا إلا أقر له بالفضل وألزم الحجة له عليه (١).
فمن جملة المناظرات التي ذكرها الصدوق أن الرضا سئل عن العترة أهم الآل أم غير الآل فقال: هم الآل فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن: أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل قالوا: نعم قال:
فتحرم على الأمة قالوا: لا قال: هذا فرق بين الآل والأمة... أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا: ومن يا أبا الحسن فقال: من قول الله ﴿ ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهم النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون﴾ (٢) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين (٣).
كما يذكر الصدوق أن مناظرة جرت في مجلس المأمون بين الرضا وعدد من العلماء بين فيها الرضا فضل آل البيت ومنزلتهم فقد سأل المأمون عن معنى الآية: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ (٤) فقالت العلماء: أراد الله بذلك الأمة كلها فسأل المأمون الرضا عن ذلك فقال: أراد الله العترة الطاهرة لأنه لو أراد الأمة لكانت أجمعها في الجنة بقول الله: ﴿فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ (5) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: (جنات عدن

(١) الصدوق: التوحيد ص ٣٢٩ - ٣٣٠.
(٢) سورة الحديد ٥٧: ٢٦.
(٣) الصدوق: عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٣٠ وانظر الطبري: بشارة المصطفى ص ٢٨٢.
(٤) سورة فاطر ٣٥: ٣٢.
(٥) سورة فاطر ٣٥: 32.
(٢٥٧)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287