نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٤٠
السابق
كما ظهرت فرق أخرى من الغلاة منهم العلبائية وقد ادعى هؤلاء أن محمدا عبدا لعلي وعلي هو الرب وهؤلاء أصحاب بشار السعيري (1).
ولعل أخطر حركات الغلو التي ظهرت أيام الصادق الخطابية أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي، وكان هذا من أتباع جعفر الصادق وقد زعم أبو الخطاب أن لجعفر الصادق طبيعة إلهية وأن له معجزات وأنه يعلم الغيب (2).
وقد كثر أتباع أبي الخطاب في الكوفة فيذكر الكشي أن أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق (3).
وقد وقف الصادق موقفا صارما تجاه أبي الخطاب وأتباعه فمنع أصحابه من الإتصال بهم فروى المفضل بن يزيد أن أبا عبد الله الصادق قال له عندما ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال : لا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم (4).
ومن مبادئ الخطابية، أنهم زعموا أنه لا بد من وجود رسولين في كل عصر واحد ناطق والآخر صامت فكان محمد ناطقا وعلي صامتا وتأولوا في ذلك قول الله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) وقد قال بعضهم هما آلهة، ثم إنهم افترقوا لما بلغهم أن الصادق لعنهم وتبرأ منهم كما لعن أبا الخطاب وتبرأ منه (5).

(١) سعد القمي: المقالات والفرق ص ٥٩.
(٢) الكشي: الرجال ص ٢٤٦ - ٢٤٨.
(٣) ن. م ص ٢٤٩.
(٤) ن. م ص ٢٥٢.
(٥) سعد القمي: المقالات والفرق ص ٥٠، ويذكر سعد القمي أن الخطابية افترقوا إلى أربع فرق، منهم من قال أن جعفر بن محمد هو الله وأن أبا الخطاب نبي مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته. وقال آخرون أن بزيغا وكان حائكا من حاكة الكوفة هو نبي مرسل مثل أبي الخطاب وشريكه، أرسله الصادق وجعله شريك أبي الخطاب في النبوة والرسالة. ومنهم من قال أن السرى الأقصم أرسله الصادق كما زعموا أن جعفر الصادق هو الإسلام والإسلام هو السلم والسلم هو الله ونحن بنو الإسلام ودعوا إلى نبوة السرى وصلوا وصاموا وحجوا لجعفر بن محمد. وفرقة منهم قالت جعفر بن محمد هو الله وإنما هو نور يدخل في أبدان الأوصياء فيحل فيها مكان ذلك النور في جعفر ثم خرج منه فدخل في أبي الخطاب وصار جعفر من الملائكة . المقالات والفرق ص 51 - 52.
(٢٤٠)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287