نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٩٢
السابق
الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يلده هاشم ولا عبد المطلب إلا مرة وفخرت لأنك لم تلدك العجم ولم تعرق فيك أمهات الأولاد فقد فخرت على من هو خير منا نفسا وأبا أولا وآخرا إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت أمه مارية القبطية وما ولد فيكم أفضل من علي بن الحسين وهو لام ولد وهو خير من جدك حسن وما كان فيهم بعده مثل أبيه محمد بن علي بن الحسين وأمه أم ولد وأما قولك أنهم بنو رسول الله فإن الله تبارك وتعالى يقول: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ولكنكم بنو بنته وهي رحمها الله لا تحرز الميراث ولا ترث الولاء ولا يحل لها أن تؤم فكيف يورث هذا امامكم وأما ما ذكرت من أمر علي فقد حضرت النبي الوفاة فأمر غيره بالصلاة (1).
ثم يشير المنصور إلى النزاع بين الأمويين والعلويين وانتصار العباسيين ويقول: ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم ونفوكم من البلدان... حتى خرجنا عليهم فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وأورثناكم أرضهم وديارهم (2).
ويبدو من هذه المكاتبات التي تبودلت بين المنصور ومحمد النفس الزكية الصراع الذي كان سائدا بين العباسيين وأبناء الحسن وحجج الطرفين، كما أنها تظهر نظرتهم إلى بعضهم في ذلك الوقت، ثم إنها كتبت لمجرد الدعاية ولم يقصد منها إقناع الخصم (3).
وبالرغم من كثرة من وقف بجانب النفس الزكية ونصره، لم يكتب لثورته النجاح للظروف التي أحاطت به.
فقد اتبع المنصور وسائل عديدة للقضاء عليه فقد كان يكتب إليه على ألسن قواده يدعونه إلى الظهور ويعلمونه بأنهم معه، لذلك كان محمد يقول: لو التقينا مال إلي الثوار كلهم (4).

(١) البلاذري: أنساب الأشراف ج 3 الورقة 11 ب.
(2) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 9 ص 210 - 211 وقد ذكر الطبري هذه الرسائل كما وردت عند البلاذري مع بعض الاختلافات انظر الطبري ج 9 ص 210 - 211.
(3) الدوري: العصر العباسي الأول ص 80.
(4) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 9 ص 216.
(١٩٢)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287