نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٨٩
السابق
وقد حاول المنصور أن سياسته تجاه أبناء الحسن فخطب بالناس بعد أخذ أبناء الحسن وحبسهم قال يا أهل خراسان أنتم شيعتنا وأنصارنا وأهل دعوتنا ولو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيرا منا، إن ولد ابن أبي طالب تركناهم والذي لا إله إلا هو والخلافة فلم نعرض لهم بقليل ولا بكثير فقام فيها علي فما أفلح وحكم الحكمين فاختلفت الأمة عليه وافترقت الكلمة ثم وثب عليه شيعته وأنصاره فقتلوه ، ثم قام بعده الحسن بن علي فوالله ما كان برجل، عرضت عليه الأموال فقبلها ودس إليه معاوية أني أجعلك ولي عهدي فخلفه وانسلخ له مما كان فيه وسلمه إليه وأقبل على الناس يتزوج اليوم واحدة ويطلق غدا أخرى فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه، ثم قام بعده الحسين بن علي فخدعه أهل العراق الشقاق والنفاق والإغراق في الفتن أهل هذه المدرة السوء... فلما استقرت الأمور فينا على قرارها من فضل الله وحكمه العدل وثبوا علينا حسدا منهم لنا وبغيا علينا بما فضلنا الله به عليهم وأكرمنا من خلافته ميراثنا من نبيه (1).
فأبو جعفر المنصور هنا يريد أن يبرر موقفه بادعائه أنه صاحب الحق وأنه صاحب ميراث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن هذا الخطاب تدبير آخر للمنصور يحاول به أن يكسب أنصارا من الخراسانيين لأن الخطاب موجه إليهم فيحاول أن يظهر لهم أبناء علي بمظهر الذي لا يصلح للخلافة لأنه لم يفلح فيها واحد منهم، كما أن الخطاب يوضح لنا نظرة المنصور للخراسانيين واهتمامه بإقناعهم بحقه ليؤيدوه تأييدا كليا (2).
إلا أن محمد النفس الزكية كان يؤكد أنه صاحب الحق في الخلافة فخطب في أصحابه مبينا لهم عدم أهلية المنصور للخلافة فقال: وإن أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين الأولين والأنصار المواسين، اللهم انهم قد أحلوا حرامك وحرموا حلالك وآمنوا من أخفت وأخافوا من آمنت (3).

(1) المسعودي: مروج الذهب ج 3 ص 311.
(2) الدوري: العصر العباسي الأول ص 78.
(3) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 9 ص 205.
(١٨٩)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287