نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٨١
السابق
وثانيها الزهد في حطام الدنيا، فإن أزهد الناس في الدنيا أرغبهم في الآخرة، وثالثها التفقه في الدين لأن الناس يعرفون به مصالح دنياهم ومراشد دينهم، ورابعها المشي بالسيف فمن وجدت فيه هذه الصفات الأربع وجب عليهم تفضيله (1).
وقالت الزيدية أن خلافة أبي بكر كانت وفقا لمقتضيات المصلحة العامة وإشفاقا من الفتنة (2).
ويؤكد الشهرستاني هذا المعنى بقول الزيدية: كان علي أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحه رأوها وقاعدة دينية راعوها من تسكين ثائرة الفتنة، وتطييب قلوب العامة، فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريبا، وسيف أمير المؤمنين علي عن دماء المشركين من قريش لم يجف بعد، والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي (3).
وترى الزيدية في تقديم أبي بكر على علي إنما كان امتحانا له والتغليظ في المحنة وشدة البلوى في الكلفة كما قال الله تعالى للملائكة: (اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى) والملائك أفضل من آدم فقد كلفهم الله أغلظ المحن وأشد البلوى (4).
وقد وقفت الزيدية من السلطة الحاكمة موقفا يختلف عن الموقف الذي وقفته الشيعة الإمامية، فالإمام عند الزيدية يجب أن يكون شجاعا مقداما شاهرا سيفه (5). لذلك تبطل الزيدية إمامة كل من ادعى الإمامة وهو قاعد في بيته مرخ عليه ستره، لا يجوز اتباعه ولا يجوز القول بإمامته (6).
فاستعمال السيف في رأي الزيدية أمر واجب، إذا ما أمكن به إزالة

(1) الجاحظ: ثلاث رسائل ص 241.
(2) ن. م ص 246.
(3) الشهرستاني: الملل والنحل ج 1 ص 250.
(4) الجاحظ: ثلاث رسائل ص 246.
(5) المقدسي: البدء والتاريخ ج 5 ص 133، الحميري: الحور العين ص 156 .
(6) النوبختي: فرق الشيعة ص 74 - 75.
(١٨١)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287