نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٧٤
السابق
وكان أبو العباس موعوكا فقام عمه داود بن علي وخطب مكانه قال مبينا السبب الذي دعاهم إلى الخروج: وإنما أخرجتنا الأنفة من ابتزازهم حقنا والغضب لبني عمنا... ثم قال: لكم ذمة الله وذمة رسول الله وذمة العباس أن نحكم فيكم بما أنزل الله ونعمل بكتاب الله ونسير في العامة منكم والخاصة بسيرة رسول الله ثم أشاد بجهود أهل الكوفة وأهل خراسان (1).
وهكذا أبان العباسيون أنهم جاؤوا إلى هذا الأمر لكونهم ورثة الرسول وأنهم آل البيت وقد ذكرهم الله في القرآن.
ثم ادعوا أنهم إنما خرجوا طلبا للثأر ممن قتل أبناء عمهم ولإحياء العدل بين الناس.
كما أكدوا أنهم سيسرون بسيرة الرسول ويعلموا بكتاب الله.
وهكذا نجد أن تشيع العباسية كان أصله من قبل محمد بن الحنفية وقد بقي هذا مدة من الزمن وفي أيام المنصور أظهر أن الخلافة جائتهم عن طريق العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصدق مثل على ذلك المكاتبات التي دارت بين المنصور ومحمد ذي النفس الزكية فكلها تأكيد على أحقية العباس بالخلافة (2). وسنأتي على بيان ذلك في الفصل الرابع. ثم جاء المهدي فردهم إلى إثبات الإمامة للعباس وقال لهم: قولوا إن الإمامة كانت للعباس عم النبي لأنه كان أولى الناس به وأقربهم إليه ثم من بعده لعبد الله ابن العباس ثم لعلي بن عبد الله ثم لمحمد بن علي ثم لإبراهيم بن محمد ثم لأبي العباس ثم لأبي جعفر ثم للمهدي (3).
والذي دعا العباسيين إلى أنهم في أول أمرهم تعلقوا بوصية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية ضعف مركزهم في بداية أمرهم ولما قوي مركزهم وتوطدت أركان دولتهم رجعوا عن دعوتهم الأولى وادعوا بأنهم جاؤوا لهذا الأمر بوراثة النبي من قبل عمه العباس.

(١) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ٩ ص ١٢٥.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ج 3 الورقة 11 أ - 11 ب.
(3) أخبار العباس الورقة 74 أ - ب.
(١٧٤)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287