نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٥٨
السابق
وسميت الجماعة التي اعتقدت بإمامة محمد الحنفية الكيسانية (1). ويذكر الشهرستاني أن المختار كان يدعو إلى محمد بن الحنفية ويظهر أنه من رجاله ودعاته ، ويذكر علوما مزخرفة ينوطها به، ولما وقف محمد بن الحنفية على ذلك تبرأ منه ، وأظهر لأصحابه أنه إنما نمس على الخلق ذلك ليتمشى أمره ويجتمع الناس عليه (2).
وقد انقسمت الكيسانية إلى فرق عديدة وظهرت لها دعوات متعددة أيام محمد بن الحنفية، فمنهم من قال: إن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي وهو وصي علي ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلا بإذنه، وإنما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له ووادعه وصالحه بإذنه وخرج الحسين إلى قتال يزيد باذنه ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلا ومن خالف محمد بن الحنفية من أهل بيته وغيرهم فهو كافر مشرك (3).
وفرقة قالت: إنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين علي من محمد بن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد هو الإمام بعد الحسين (4).
وفرقة أخرى منهم قالت: إن عليا نص على إمامة ابنه الحسن، وإن الحسن نص على إمامة أخيه الحسين وإن الحسين نص على إمامة أخيه محمد بن علي وهو محمد بن الحنفية (5).
ويذكر البغدادي أن الكيسانية ترى أن الإمامة بعد علي كانت لابنه

(1) الكيسانية وهم المختارية وإنما سموا كذلك لأن رئيسهم الذي دعاهم إلى ذلك المختار ابن أبي عبيد الثقفي وكان لقبه كيسان (سعد القمي: المقالات والفرق ص 21) ويرى الرازي أن كيسان مولى لعلي بن أبي طالب وعنه أخذ المختار هذه المقالة وقال قوم كيسان مولى عرينه وهو صاحب المختار، الزينة الورقة 138.
(2) الشهرستاني: الملل والنحل ج 1 ص 237.
(3) سعد القمي: المقالات والفرق ص 26.
(4) ن. م ص 25.
(5) الأشعري: مقالات الإسلاميين ص 19.
(١٥٨)
التالي
الاولى ١
٢٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 7
2 ب - كتب الفرق 17
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 18
4 د - كتب أهل السنة 19
5 ه‍ - كتب الاعتزال 23
6 و - كتب الإمامية 24
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 48
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 64
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 64
10 ب - تنازل الحسن بن علي 64
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 69
12 د - مقتل الحسين بن علي 70
13 ه‍ - حركة التوابين 73
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 75
15 ز - ثورة زيد بن علي 80
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 91
17 ب - إمامة الحسن بن علي 144
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 146
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 148
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 149
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 150
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 169
23 1 - الزيدية 170
24 أ - ثورات الزيدية 170
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 200
26 2 - الشيعة الإمامية 202
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 205
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 225
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 226
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 235
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 241
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 251
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 256
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 259
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 267
36 2 - عقائد الإمامية 281
37 أ - الإمامة 281
38 ب - العصمة 286
39 ج‍ - التقية 287
40 د - الرجعة 287