مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٨٥
السابق
مما نقله السيد نور الدين الشافعي بما نصه: " كانوا يأخذون من تراب القبر (يعني قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) فأمرت عائشة بجدار فضرب عليه، وكانت في الجدار كوة فكانوا يأخذون منها، فأمرت بالكوة فسدت " (1).
وقد تعدت هذه العادة حدود تربة الشهداء والنبيين إلى تربة بعض من الصحابة، فكانوا يتبركون ويتداوون بتربة صهيب الرومي وغيره.
ويظهر أن أول من صلى من المسلمين، بل من أئمة المسلمين على تربة الإمام الحسين (عليه السلام)، هو زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف الذي بضعته السيوف، فشد تلك التربة في صرة وعمل منها سجادة، ومسبحة، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه على يزيد، فسأله: ما هذه التي تديرها بيدك؟ فروى له عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خبرا محصله: " أن من يحمل السبحة صباحا ويقرأ الدعاء المخصوص، لا يزال يكتب له ثواب التسبيح وإن لم يسبح ".
ولما رجع الإمام (عليه السلام) وأهل بيته إلى المدينة صار يتبرك بتلك التربة ويسجد عليها ويعالج بعض مرضى عائلته بها، فشاع هذا عند العلويين وأتباعهم ومن يقتدي بهم، فأول من صلى على هذه التربة واستعملها هو زين العابدين (عليه السلام)، ثم تلاه ولده الباقر (عليه السلام)، فبالغ في حث أصحابه عليها ونشر فضلها وبركاتها، ثم زاد على ذلك ولده جعفر الصادق (عليه السلام)، فإنه نوه بها لشيعته، وكانت الشيعة قد ازدادت في عهده وصارت من كبريات طوائف المسلمين وحملة العلم والآثار (2).
وقد ذكر الشيخ الطوسي: إنه كان لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) خريطة من ديباج

(1) كربلاء وفضل الحائر: 119.
(2) الأرض والتربة الحسينية: 61.
(٨٥)
التالي
الاولى ١
١٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 5
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 8
3 2 - الطف 15
4 3 - الحاير 17
5 4 - الغاضرية 21
6 5 - نينوى 21
7 6 - شفيه 22
8 7 - العقر 22
9 8 - النواويس 23
10 9 - عين التمر 23
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 25
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 46
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 49
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 52
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 59
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 61
17 خاتمة البحث 65
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 71
19 فضل الحائر الحسيني 74
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 79
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 82
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 84
23 خلاصة البحث 96
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 98
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 100
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 105
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 114
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 117
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 118
30 عمارة المأمون 123
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 124
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 136
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 137
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 140
35 عمارة القبر في العهد البويهي 141
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 146
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 150
38 الحائر في العهد المغولي 151
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 152
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 154
41 الوهابيون والحائر الحسيني 157
42 منارة العبد 163
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 166
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 175
45 المصادر والمراجع 180