مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٢٣
السابق
وكان من اجتماع القبائل بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم زمان ملوك الطوائف الذين ملكهم الإسكندر وفرق البلدان عند قتله دارا، إلى أن ظهر أردشير على ملوك الطوائف وهزمهم ودان له الناس وضبط الملك، فتطلعت أنفس من كان في البحرين من العرب إلى ريف العراق، وطمعوا في غلبة الأعاجم مما يلي بلاد العرب ومشاركتهم فيه، واغتنموا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على المسير إلى العراق، ووطن جماعة ممن كان معهم أنفسهم على ذلك.. ثم قدمت قبائل تنوخ على الاردوانيين (وهم ملوك الطوائف) فأنزلوهم الحيرة التي كان بناها بختنصر والأنبار، وأقاموا يدينون للعجم إلى أن قدمها تبع أبو كرب فخلف بها من لم تكن له نهضة فانضموا إلى الحيرة واختلطوا بهم.. فصار في الحيرة من جميع القبائل من مذحج وحمير وطئ وكلب وتميم، ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة إلى طف الفرات وغربيه، إلا أنهم كانوا بادية يسكنون المضال وخيم الشعر ولا ينزلون بيوت المدر، وكانت منازلهم بين الأنبار والحيرة فكانوا يسمون عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم أبو جذعة الأبرش، وكان منزله مما يلي الأنبار، ثم مات فملك ابنه جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيا وأبعدهم مغارا وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما وهو أول من أجتمع له الملك بأرض العرب وغزا بالجيوش، وكان به برص وكانت العرب لا تنسبه إليه إعظاما له وإجلالا، فكانوا يقولون: جذيمة الوضاح وجذيمة الأبرش، وكانت دار مملكته الحيرة والأنبار وبقعة وهيت وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير إلى القطقطانة وما وراء ذلك، يجبى إليه من هذه الأعمال الأموال وتفد عليه الوفود.
ونستدل بهذا الخبر على إمكان كون (الحائر) من وضع العرب في أيام الجاهلية، لأنه لا صلة لاشتقاقه بالقتل والفتك ولا بالاستشهاد ولا بالدفن حتى
(٢٣)
التالي
الاولى ١
١٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 5
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 8
3 2 - الطف 15
4 3 - الحاير 17
5 4 - الغاضرية 21
6 5 - نينوى 21
7 6 - شفيه 22
8 7 - العقر 22
9 8 - النواويس 23
10 9 - عين التمر 23
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 25
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 46
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 49
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 52
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 59
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 61
17 خاتمة البحث 65
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 71
19 فضل الحائر الحسيني 74
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 79
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 82
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 84
23 خلاصة البحث 96
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 98
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 100
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 105
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 114
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 117
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 118
30 عمارة المأمون 123
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 124
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 136
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 137
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 140
35 عمارة القبر في العهد البويهي 141
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 146
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 150
38 الحائر في العهد المغولي 151
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 152
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 154
41 الوهابيون والحائر الحسيني 157
42 منارة العبد 163
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 166
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 175
45 المصادر والمراجع 180