مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ١٧
السابق
وفي تعوذ الحسين من الكرب والبلاء، مرادف لفظي آخر جاء متطابقا إلى حد كبير مع لفظة " كربلاء " موصوفة. فالكرب، هو الشدة المصحوبة بالألم. والبلاء هو النهاية وبلية الموت.
ولو نسبنا اللفظة إلى مرادف آخر، لوجدناها تصح بلفظة " كر وبلاء " ومعنى الكر هنا، هو أحد وجهي الهجوم والتراجع في المعارك، وهو ما يعني الهجوم - الكر - لأن التراجع يعني - الفر - وهكذا يقال في وصف معركة: " قتال بين كر وفر " أي بين إقدام وهروب.
أما لفظة " كربلاء " فمعناها متمم لمعنى لفظة " كر " وبلاء هنا بعد لفظة كر، غير تلك البلاء بعد لفظة كرب، فاللفظان إذا عطفا على ما قبلهما، فسرا معنى ما سبقهما، فالبلاء بعد الكرب، تعني الشدة والموت، وبعد الكر، تعني المضاء والنجاح في القتل والهجوم، وهكذا يقال في وصف أحد الشجعان: " أبلى بلاء حسنا " أي قاتل بشكل جيد وماض.
وعلى هذا القياس تفسر لفظة " كر، بلاء " بمعنى: " إقدام، وبسالة " (1).
ومهما كان من آراء المؤرخين تبقى كربلاء الأرض المباركة التي كرمها الله تعالى حيث ضمت بين جنباتها الجسد الطاهر لريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وامتزجت تربتها مع دماء العترة الطاهرة من آل الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتسمية كربلاء كما أخبر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الوحي هي ربما أبعد مما ذكره المحللون لهذه اللفظة، فقد أعطى (صلى الله عليه وآله وسلم) تفسيرا واقعيا للفظة كربلاء، إذ ذكر فرات الكوفي في تفسيره: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة (عليهما السلام): " يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجم السماء يتهاون إلى القتل،

(1) الحسين في الفكر المسيحي: 313.
(١٧)
التالي
الاولى ١
١٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 5
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 8
3 2 - الطف 15
4 3 - الحاير 17
5 4 - الغاضرية 21
6 5 - نينوى 21
7 6 - شفيه 22
8 7 - العقر 22
9 8 - النواويس 23
10 9 - عين التمر 23
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 25
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 46
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 49
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 52
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 59
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 61
17 خاتمة البحث 65
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 71
19 فضل الحائر الحسيني 74
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 79
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 82
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 84
23 خلاصة البحث 96
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 98
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 100
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 105
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 114
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 117
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 118
30 عمارة المأمون 123
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 124
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 136
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 137
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 140
35 عمارة القبر في العهد البويهي 141
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 146
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 150
38 الحائر في العهد المغولي 151
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 152
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 154
41 الوهابيون والحائر الحسيني 157
42 منارة العبد 163
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 166
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 175
45 المصادر والمراجع 180