لهذا كانت المواجهة - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٥١
السابق
سننظر إلى هذا الأمر بعدة لحاظات حيث نرى في اللحاظ الأول: إن تحليله لموقف النبي يوسف (ع) استصحب فهمه البشري في محاولة تقييم موقف نبي معصوم ربته السماء وتعهده الوحي منذ صغره, وهذا الفهم الذي ابتلي فيه في تقييمه لشخصية الأنبياء والأئمة (ع), لا يمتلك عليه أي دليل علمي يستند إليه وذلك من جهتين:
الأولى: في طريقة التحليل الرامية لفهم شخصية النبي المتداخلة مع الوحي والمحاطة بجو العصمة كما يفهم بعضنا بعضا بطريقة القياس, وهي طريقة سرعان ما ستجعلنا في معزل عن فهم ذواتهم الشريفة، لأننا لا نمتلك الأدوات الكفيلة لفهمهم وبالتالي ففاقد الشئ لا يعطيه, فلا نحن من أهل العصمة حتى نستقصي فهم المعصوم, ولا هم (عليهم السلام) من أهل الذنوب كي نقيسهم على أنفسنا. هذا على الرغم من التأكيدات العلمية المعاصرة بأن فردانية كل نفس إنسانية لها خصوصية لا يمكن تطابقها مع فردانية أي نفس أخرى, ولهذا فإن عملية القياس هذه لو تمت ما بين نفسين متساويتين - على طريقة فرض المحال ليس بمحال - فإنها تبقى في أحسن الأحوال عملية ظنية لا يمكن معها الخروج بعلم يحتج به! فما بالك في عملية قياس نفس لو تمت فإنها على أحسن الأحوال والظنون لتمت من قبل نفس لا يدعي نفس صاحبها لها العصمة, كي تفهم نفس رفلت منذ نعومة أظفارها بعناية السماء ورعاية الأنبياء بكل ما يمكن لهذه الكلمة أن تؤدي إلى نزاهتها وعصمتها وطهارتها, خصوصا وأن عملية المقايسة المطلوبة لو تنزلنا وقلنا بإمكان تحققها فإنها تستدعي أن تكون جميع عناصر الشخصية التي نريد مقايستها ومكوناتها وصفاتها متوفرة تحت أيدينا, فما بالك بمقايسة أغفلت أبسط القرائن المقامية والكلامية التي أشير إليها في القرآن الكريم كما سيتضح فيما بعد عند تناولنا لهذا الموضوع.!
والثانية: إن هذه الطريقة تغفل الجانب التوثيقي في بحث مسألة تاريخية, خصوصا وأنه يتحدث عن هواجس قلب, وهذا الحديث طبيعته مادة ظنية ما لم تكن هناك وثيقة تاريخية تحول هذا الظن إلى يقين.
وفي كل هذه الحالات نجده لا يمتلك أي دليل علمي يمكن له أن يدعم نظريته في اتهام النبي يوسف (ع) اللهم إلا بضع ظنون تم استحصالها من طريقة مقايسة نظرته لذاته
(٥١)
التالي
الاولى ١
١٤١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 4
2 الإهداء 8
3 الفصل الأول: حكم المرجعية التاريخي بحق تيار الانحراف 9
4 الفصل الثاني: نماذج من وقائع الانحراف 14
5 تمهيد 15
6 في مسائل التوحيد والعدل والمعاد 21
7 في النبوة 26
8 الأنبياء 38
9 كلمة في البداية 38
10 1 - آدم (ع) 39
11 2 - نوح (ع) 40
12 3 - إبراهيم (ع) 41
13 4 - لوط (ع) 44
14 5 - يعقوب (ع) 44
15 6 - يوسف (ع) 44
16 7 - موسى (ع) 50
17 8 - هارون (ع) 53
18 9 - يونس (ع) 53
19 10 - داود (ع) 53
20 11 - سليمان (ع) 53
21 آصف بن برخيا (ع) 54
22 12 - زكريا (ع) 54
23 13 - يحيى (ع) 55
24 14 - عيسى (ع) 55
25 الرسول (ص) 56
26 في الإمامة وعقيدتنا في أهل البيت (ع) 65
27 أمير المؤمنين (ع) 73
28 الصديقة الزهراء (ع) 77
29 الإمام الحسين (ع) 88
30 السيدة زينب (ع) 88
31 الشعائر الحسينية والحسينيون 89
32 الإمام الكاظم (ع) 94
33 الإمام الرضا (ع) 94
34 الإمام المنتظر (عج) 94
35 التشيع والشيعة 95
36 أحاديث أهل البيت (ع) وعلم الدراية 97
37 الأدعية والزيارات 101
38 في الفقه والأصول 106
39 الشذوذ الفقهي 109
40 فقه وثقافة الخلاعة والإباحية 114
41 في المسألة الفكرية 118
42 قرآنيات 118
43 مخالفات إسلامية عامة 119
44 متفرقات عامة 122
45 قطرة من إناء الذات 125
46 نماذج من ثقافة التناقض والتدليس 125
47 حديث الكساء 125
48 قصة شرب الخمر 125
49 قصة مظلومية الزهراء (ع) 126
50 سهو النبي (ص) 127
51 عصمة النبي والإمام (ع) 127
52 مع خصومة الفكريين 128
53 السيرة الذاتية 133
54 خاتمة 135