لهذا كانت المواجهة - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٠
السابق
أقول: سؤالنا الأول له عن مدى شرعية كلامه هو، فمن أين أتى بحديث عدم الاستحباب؟ فإذا كانت سيرة المتشرعة طوال مئات السنين وفيهم جميع علماء الطائفة الكبار لم تبين له استحبابا وصحة في العمل، فهل يريدنا أن ننسى أن الإمام زين العابدين (ع) ومعه حوراء آل محمد (ص) قد زاروا الإمام الحسين (ع) في مثل هذا اليوم؟ فإن قال بأن وصولهم إلى كربلاء صادف ذلك اليوم ولم يكن قد تم عن عمد قلنا بأن مفاهيم الولاية - وهي مفاهيم لا يفقه عنها شئ على ما يبدو من جميع كلماته - تدعونا للتأسي بهم في كل ما فعلوه وأدوه، وما أيسر فهم واجب المواساة لعليل كربلاء وللصديقة الحوراء (عليهم السلام) وهم يعودون للتو من سبي أقرح أشد القلوب قسوة غيرة على نساء آل محمد (ص)، وما أسهل إدراك واجب الوجدان تجاه إمام مفترض الطاعة من أئمتنا وله من الحب والولاء كالإمام الحسين (ع) ورأسه الشريف يعاد في مثل هذا اليوم إلى الجسد الطاهر.. ترى هل أن كلمته عن نسيان الميت بعد وفاته تترجم لنا العلاقة المطلوبة في نظره مع الإمام الحسين (ع) بحيث يكون المطلوب هو أن ننسى الإمام الحسين (خلاص)؟ أم أن نعت الزيارة بأقذر الصفات في الوجدان العام للأمة قد جاء بريئا بحيث إنه لم يسع به لتكملة الشق الأول من مسألة نسيان الميت؟ أم أن تجريد الزيارة من الاستحباب الواضح ويكفيه استحبابا أنه للحسين (ع) كان خاليا من المسعى لتجريد النفس من متبقي الرغبة بزيارة الإمام (صلوات الله عليه) فإذا ما كان المطلوب هو نسيان الميت وأن هذه الزيارة يهودية الأصل وهي ليست بمستحبة فما الذي يبقى بين يدي عشاق الحسين في يوم عودة الرأس المقدس إلى الجسد المبضع بجراحات الأمة والمكتنز بآلام العقيدة والدين؟!
على أننا لا يمكن لنا أن نغفل عن حقيقة تظل في واقع الحال أخطر بكثير من هذه الحقائق، فالذي يريد أن يبلغ أمة عن يوم له كل القداسة في نظرها، وتكبدت في سبيل إحيائه الجسيم من الخسائر، وضحت بالغالي من الأبناء والأفذاذ والأموال في سبيل تمجيده، يشترك في ذلك كبير علمائها ووجهائها مع سائر الشرائح العلمية والاجتماعية.. بأن هذا اليوم ليس له من قيم القداسة شئ بل على العكس هو إرث لقيم فاسدة وقبيحة.. أتراه قد استهدف في ذلك هذا اليوم فحسب؟ من المسلم أنه لم يستهدف
(١١٠)
التالي
الاولى ١
١٤١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 4
2 الإهداء 8
3 الفصل الأول: حكم المرجعية التاريخي بحق تيار الانحراف 9
4 الفصل الثاني: نماذج من وقائع الانحراف 14
5 تمهيد 15
6 في مسائل التوحيد والعدل والمعاد 21
7 في النبوة 26
8 الأنبياء 38
9 كلمة في البداية 38
10 1 - آدم (ع) 39
11 2 - نوح (ع) 40
12 3 - إبراهيم (ع) 41
13 4 - لوط (ع) 44
14 5 - يعقوب (ع) 44
15 6 - يوسف (ع) 44
16 7 - موسى (ع) 50
17 8 - هارون (ع) 53
18 9 - يونس (ع) 53
19 10 - داود (ع) 53
20 11 - سليمان (ع) 53
21 آصف بن برخيا (ع) 54
22 12 - زكريا (ع) 54
23 13 - يحيى (ع) 55
24 14 - عيسى (ع) 55
25 الرسول (ص) 56
26 في الإمامة وعقيدتنا في أهل البيت (ع) 65
27 أمير المؤمنين (ع) 73
28 الصديقة الزهراء (ع) 77
29 الإمام الحسين (ع) 88
30 السيدة زينب (ع) 88
31 الشعائر الحسينية والحسينيون 89
32 الإمام الكاظم (ع) 94
33 الإمام الرضا (ع) 94
34 الإمام المنتظر (عج) 94
35 التشيع والشيعة 95
36 أحاديث أهل البيت (ع) وعلم الدراية 97
37 الأدعية والزيارات 101
38 في الفقه والأصول 106
39 الشذوذ الفقهي 109
40 فقه وثقافة الخلاعة والإباحية 114
41 في المسألة الفكرية 118
42 قرآنيات 118
43 مخالفات إسلامية عامة 119
44 متفرقات عامة 122
45 قطرة من إناء الذات 125
46 نماذج من ثقافة التناقض والتدليس 125
47 حديث الكساء 125
48 قصة شرب الخمر 125
49 قصة مظلومية الزهراء (ع) 126
50 سهو النبي (ص) 127
51 عصمة النبي والإمام (ع) 127
52 مع خصومة الفكريين 128
53 السيرة الذاتية 133
54 خاتمة 135