فلسفة الصلاة - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٩٥
السابق
استقصائها إلى تتبع في مصادر السنة الشريفة.
وأوثق هذه الشروط علاقة بالصلاة شرط الاقبال، ويقصد به الانتباه إلى الصلاة حال أدائها أي التركيز الذهني على أفعالها وتلاواتها، ويعبر عن هذه الحالة بالتوجه والالتفات في مقابل سهو القلب وانشغاله بغير الصلاة، ولكن التعبير بالإقبال بالقلب الذي عبر به المعصومون عليهم السلام يبقى أصح من تعبير التركيز والتوجه والالتفات لأنه يشمل التركيز العقلي والشعوري في آن واحد، فإن (القلب) يستعمل في القرآن الكريم والسنة الشريفة للقوة الجامعة بين العقل والشعور.
والإقبال بالقلب إلى الصلاة أعم من الخشوع الذي ذكره الله عز وجل في قوله (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) لأن الخشوع حالة رقة وانفعال في العقل والشعور قد تنتج عن الاقبال وقد لا تنتج، فيكون الحد الأدنى للقبول هو مجرد الاقبال على الصلاة وإن لم يثمر الخشوع بسبب غلظة المشاعر أو ضعف التركيز، أما المديح في النص القرآني الشريف فهو الانتباه الكامل الذي يثمر حالة الخشوع.
وينبغي الالتفات إلى أن الاقبال المطلوب إسلاميا في الصلاة هو الاقبال على الصلاة وليس على الله عز وجل والفرق بين الأمرين واضح فإن الاقبال على الله يعني الشعور بحالة الحضور والمناجاة التي هي حالة الدعاء، بينما الاقبال على الصلاة يعني الاقبال على هذه العملية بطبيعتها ومحتواها. صحيح أن طبيعة الصلاة نحو من الحضور بين يدي الله عز وجل وأن محتواها يتضمن شيئا من الدعاء والتكلم مع الله عز وجل، ولكن مر معك في تلاوات الصلاة أن الطبيعة الغالبة في الصلاة هي تقرير الحقائق مع النفس بين يدي الله عز وجل، فالإقبال على الصلاة الذي هو شرط القبول لا بد أن يكون إقبالا على هذا العمل كما هو في طبيعته.
أما إذا جعل المصلي صلاته خطابا لله تعالى وأغفل ناحية تقرير الحقائق على نفسه فقد حول الصلاة عن طبيعتها. ولكن ذلك لا يمنع من مزيد التركيز على الحضور والمثول بين يدي الله والشعور به عز وجل مع الحفاظ على
(١٩٥)
التالي
الاولى ١
٢٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 أضواء على الصلاة 4
2 معنى العبادة 5
3 معنى كلمة الصلاة 10
4 الصلاة في الشرائع الإلهية 14
5 لماذا الصلاة 17
6 الصلاة والإنسان والنسيان 21
7 الصلاة ومعالجة النسيان 24
8 الصلاة والإنسان والغيب 33
9 معنى الغيب والشهادة 33
10 الترابط بين الشهادة والغيب 35
11 علاقتنا بالغيب 36
12 دور الصلاة في التعامل مع الغيب 38
13 الفصل الثاني الصلاة في القرآن الكريم 40
14 تقسيم النصوص القرآنية في الصلاة 41
15 فرض الصلاة ووجوبها 42
16 توقيت الصلاة وتعددها 49
17 دلالة التعدد 49
18 دلالة التوقيت 52
19 تطبيق نظرية الإسلام عن الليل والنهار 54
20 المعطى الصحي للتوقيت 60
21 المعطى النفسي للتوقيت 63
22 إقامة الصلاة 67
23 التوجه شطر المسجد الحرام 70
24 قرن الصلاة بالإيمان والزكاة 76
25 الاصطبار والمحافظة على الصلاة 79
26 الإعداد للصلاة بالتطهر 84
27 نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر 87
28 معنى الفحشاء 87
29 معنى المنكر 88
30 علاقة الصلاة بالسلوك 90
31 معالجة الصلاة للهلع في الشخصية 95
32 صلاة الكسالى وتضييع الصلاة 100
33 الفصل الثالث الصلاة في السنة 107
34 تقسيم نصوص الصلاة في السنة 108
35 النداء للصلاة 109
36 التجمع للصلاة 116
37 الحياة ضمن الجماعة 116
38 مكان التجمع للصلاة 119
39 شكل التجمع للصلاة 122
40 من أبرز ما في هذا المجتمع 123
41 آثار التجمع للصلاة 125
42 أوضاع الصلاة 130
43 تلاوات الصلاة 138
44 التكبير 139
45 سورة الفاتحة 142
46 تلاوة الركوع والسجود 147
47 تلاوة التشهد 152
48 التسبيحات الأربع 156
49 تلاوة التسليم 159
50 الجهر والاخفات 166
51 قبول الصلاة 171
52 العمل الصالح 171
53 العمل المقبول 174
54 النوافل 181
55 الاكثار من الصلاة 182
56 كيف يصبح قلب من يكثر الصلاة 184
57 من نصوص النوافل 188
58 في صلاة الليل 188
59 في النوافل عموما 189
60 الفصل الرابع المعطيات العامة من الصلاة 191
61 المعطى العقلي 193
62 اليقين العقلي ودور الصلاة فيه 194
63 درجات اليقين العقلي 194
64 التأثير السلبي للعامل الذاتي 196
65 تأثير العامل الذاتي في حقل اليقين 197
66 دور الصلاة في علاج المشكلة 197
67 العقلانية في الشخصية ودور الصلاة فيها 201
68 الشخصية العقلانية 201
69 الحصول على السمت العقلاني 202
70 دور الصلاة في ذلك 203
71 المعطى النفسي 205
72 المعطى الاجتماعي 213
73 المعطى الصحي 221
74 الرياضة التلقائية 223
75 العلاقة بين النفس والصحة الجسدية 227
76 الفصل الخامس الجنايات على الصلاة 231
77 جناية الجهل 232
78 ممن لا يصلون 232
79 من المصلين 233
80 جناية الذاتية 236
81 حب الذات 236
82 خطر حب الذات على الصلاة 237
83 جناية الحكام 244