فلسفة الصلاة - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٩٠
السابق
والأساس، في تسعير العمل من الناحية المعنوية.
ولأجل ذلك قال لينين كلمته المشهورة: " لا وجود عندنا للآداب المعتبرة فوق المجتمع، إنها لأكذوبة سافرة، فالآداب خاضعة عندنا لمنفعة نضال الطبقة العمالية ".
وأما الإسلام: فهو يختلف في دراسته للمسألة: وفي النظرة التي يتبناها عما مرت بنا من نظرات، ومرد هذا الاختلاف إلى الفروق الجوهرية بين الأهداف العالية التي يرمي الإسلام إلى تحقيقها ويستوحي منها مفاهيمه الخلقية، وبين الغايات المحدودة التي تستهدفها مجتمعات رأسمالية ومادية.
فالإسلام يهتم بدوافع العمل لا بمنافعه، ويرى أنه يستمد قيمته من الدوافع لا من المنافع فلا عمل إلا بنية، وما لم تتوفر النية الصالحة لا يكون العمل صالحا مهما كانت منافعه التي تنشأ عنه، لأن الإسلام لا ينظر إلى المظهر الخارجي للعلاقات الاجتماعية فحسب، ولا يعني بالجانب الموضوعي من التعايش الاجتماعي وحياة الناس فقط، إيمانا منه بأن هذا الجانب وذلك المظهر ليس إلا صورة عن حقيقة أعمق وأخطر تعيش في داخل الإنسان، وما لم يتمكن المذهب من كسب تلك الحقيقة وتطويرها وصبها في قالبها الخاص، لا يستطيع أن يمتلك القيادة الحقيقية في المجتمع.
وهكذا نجد: أن الإسلام يقيس قيمة الأعمال بالدوافع والمقدمات والإطارات الفكرية العامة التي تختمر بذرة العمل ضمن نطاقها، بينما يقيس غيره قيمة الأعمال بالنتائج والمنافع والمجالات الحياتية التي يساهم العمل في إصلاحها.
فالإطار الفكري للعام الذي يقرره الإسلام هو: الإيمان بالله واليوم الآخر.
والدوافع هي: العواطف والميول الخيرة التي تنسجم مع هذا الإطار العام، وتندمج معه في وحدة روحية يتكون منها الإنسان المسلم.
والعمل الصالح هو: العمل الذي ينبثق عن هذه العواطف والميول ضمن
(١٩٠)
التالي
الاولى ١
٢٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 أضواء على الصلاة 4
2 معنى العبادة 5
3 معنى كلمة الصلاة 10
4 الصلاة في الشرائع الإلهية 14
5 لماذا الصلاة 17
6 الصلاة والإنسان والنسيان 21
7 الصلاة ومعالجة النسيان 24
8 الصلاة والإنسان والغيب 33
9 معنى الغيب والشهادة 33
10 الترابط بين الشهادة والغيب 35
11 علاقتنا بالغيب 36
12 دور الصلاة في التعامل مع الغيب 38
13 الفصل الثاني الصلاة في القرآن الكريم 40
14 تقسيم النصوص القرآنية في الصلاة 41
15 فرض الصلاة ووجوبها 42
16 توقيت الصلاة وتعددها 49
17 دلالة التعدد 49
18 دلالة التوقيت 52
19 تطبيق نظرية الإسلام عن الليل والنهار 54
20 المعطى الصحي للتوقيت 60
21 المعطى النفسي للتوقيت 63
22 إقامة الصلاة 67
23 التوجه شطر المسجد الحرام 70
24 قرن الصلاة بالإيمان والزكاة 76
25 الاصطبار والمحافظة على الصلاة 79
26 الإعداد للصلاة بالتطهر 84
27 نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر 87
28 معنى الفحشاء 87
29 معنى المنكر 88
30 علاقة الصلاة بالسلوك 90
31 معالجة الصلاة للهلع في الشخصية 95
32 صلاة الكسالى وتضييع الصلاة 100
33 الفصل الثالث الصلاة في السنة 107
34 تقسيم نصوص الصلاة في السنة 108
35 النداء للصلاة 109
36 التجمع للصلاة 116
37 الحياة ضمن الجماعة 116
38 مكان التجمع للصلاة 119
39 شكل التجمع للصلاة 122
40 من أبرز ما في هذا المجتمع 123
41 آثار التجمع للصلاة 125
42 أوضاع الصلاة 130
43 تلاوات الصلاة 138
44 التكبير 139
45 سورة الفاتحة 142
46 تلاوة الركوع والسجود 147
47 تلاوة التشهد 152
48 التسبيحات الأربع 156
49 تلاوة التسليم 159
50 الجهر والاخفات 166
51 قبول الصلاة 171
52 العمل الصالح 171
53 العمل المقبول 174
54 النوافل 181
55 الاكثار من الصلاة 182
56 كيف يصبح قلب من يكثر الصلاة 184
57 من نصوص النوافل 188
58 في صلاة الليل 188
59 في النوافل عموما 189
60 الفصل الرابع المعطيات العامة من الصلاة 191
61 المعطى العقلي 193
62 اليقين العقلي ودور الصلاة فيه 194
63 درجات اليقين العقلي 194
64 التأثير السلبي للعامل الذاتي 196
65 تأثير العامل الذاتي في حقل اليقين 197
66 دور الصلاة في علاج المشكلة 197
67 العقلانية في الشخصية ودور الصلاة فيها 201
68 الشخصية العقلانية 201
69 الحصول على السمت العقلاني 202
70 دور الصلاة في ذلك 203
71 المعطى النفسي 205
72 المعطى الاجتماعي 213
73 المعطى الصحي 221
74 الرياضة التلقائية 223
75 العلاقة بين النفس والصحة الجسدية 227
76 الفصل الخامس الجنايات على الصلاة 231
77 جناية الجهل 232
78 ممن لا يصلون 232
79 من المصلين 233
80 جناية الذاتية 236
81 حب الذات 236
82 خطر حب الذات على الصلاة 237
83 جناية الحكام 244