حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١٦٧
السابق
وهذه الرواية مروية في حق الإمام الكاظم (عليه السلام) فقط، فهل يمكن تعدية الحكم لكل إمام (عليه السلام)؟!
قد يقال: إنه ممكن في حق بعض الأئمة ممن كانت الشيعة في زمانهم، كما كانت في زمن الإمام الكاظم (عليه السلام)، ولكن ماذا نفعل في شيعة قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله)!!
نعم الرواية لا تفسر لنا حقيقة انتقال الإمام إلى جوار ربه وعودته إلى عرش الرحمن تعالى.
فالجواب لا يخلو من ضعف.
* الجواب السابع: ما ذكره الشيخ المفيد (قده) قال في تخريج علم أمير المؤمنين (عليه السلام) بموته:
(إذا كان لا يمتنع أن يتعبده الله بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل، ليبلغه الله بذلك من علو الدرجة ما لا يبلغه إلا به، ولعلمه تعالى بأنه يطيعه في ذلك طاعة لو كلفها سواه لم يؤدها، ويكون في المعلوم من اللطف بهذا التكليف لخلق من الناس ما لا يقوم مقامه غيره، فلا يكون بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ملقيا بيده إلى التهلكة ولا معينا على نفسه معونة مستقبحة في العقول) (1).
وعلى كلامه يكون أمير المؤمنين (عليه السلام) عالما بوقت استشهاده وانها في الصلاة ويصبر على ذلك من أجل المرتبة المرجوة، وهذا لا محذور فيه من هذه الناحية، إذ يحافظ على علم أمير المؤمنين (عليه السلام) باستشهاده ولا يدخل الجهل عليه.
ومسألة الدرجة الرفيعة أيضا لا إشكال فيها، إذ تحمل على الدرجة المعنوية والقرب من الله تعالى، لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) يعبد الله عبادة الأحرار لا عبادة التجار.
نعم، مسألة صبر الأمير (عليه السلام) على الشهادة، قد يفهم منها الجزع والخوف أو لا أقل عدم الرغبة في هذا القتل، لأن الصبر لا يكون إلا على المكروه، نعم هو صبر

١ - المسائل العكبرية: ٦ / 70 المسألة العشرون.
(١٦٧)
التالي
الاولى ١
١٧٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 3
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 4
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 6
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 10
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 12
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 14
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 16
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 23
9 العلم الكسبي الحصولي 24
10 العلم اللدني 25
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 25
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 40
13 الدليل العقلي 42
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 44
15 العلم الإرادي 48
16 تمحيص الاحتمالات 49
17 شبهات حول العلم اللدني 54
18 رد الشبهات 55
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 63
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 63
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 65
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 66
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 67
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 69
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 72
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 73
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 75
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 81
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 84
30 الترجيح بين الطوائف العشر 92
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 98
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 100
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 100
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 102
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 103
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 105
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 107
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 108
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 109
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 110
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 111
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 113
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 121
44 تمحيص الاحتمالات 128
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 132
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 135
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 145