حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥٥
السابق
ومنها: شموخ الأصلاب وعدمه، وطهارة الأرحام وعدمها، فإن لها دخالة كاملة في اختلاف الاستعدادات والإفاضات وقد أشير إليه في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث تقول: " أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة " (1) فسمي النطفة لكمال لطافتها وصفائها نورا [41].
[41] اعلم: أن كل موجود حادث بعدما لم يكن فلا بد وأن يسبقه مادة كما برهن في محله، ومادة المواد هي المادة الأولى لها قابلية الصور الغير المتناهية، نسبتها إليها على السواء، وإنما المعدات تقربها إلى صورة فصورة حتى تتعين لها الصورة الأخيرة وتزول القابلية للصور الأخرى.
فالمادة المصورة بصورة البر - مثلا - قد زالت عنها استعداد صور النباتات الأخرى، ولكن لها استعداد التصور بصور أنواع الحيوان، وإذا صار البر بعمل صناعة خبزا ثم تصور بصورة النطفة الإنسانية فقد زال عنها استعداد الصورة الأخرى من أنواع الحيوان.
ففي حصول كل فعلية تفقد المادة المفروضة استعدادا أو استعدادات بتوسيط المعدات والمقربات إلى الواهب الصور والعطايا.
ومن المعدات المقربة للنطف إلى المصور الوهاب هي الأصلاب والأرحام ووجود الآباء والأمهات، فإن ما يجري على الإنسان في طيلة حياته قد تعين له إجمالا قبل ولادته بوجود الآباء والأمهات.
ونعم ما قيل: إن الولد بالنسبة إليهما كالفهرس المأخوذ من الكتاب الموضوع قبله، ومن المشهور: " الولد سر أبيه ".
وبالجملة: للأصلاب والأرحام دخالة في تشكل استعداد الأبناء والاستفاضة من

(١٥٥)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159