حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٩١
السابق
وأما الأسئلة السبعة الشيطانية المشار إليها في كلام الإمام الراحل فحكاها جملة من الأعاظم، منهم صدر المتألهين (قدس سره) في المشهد السادس من المفتاح الثالث من كتابه الشريف " مفاتيح الغيب "، وهي حسب حكايته عن محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في أول كتاب الملل والنحل، عن شارح " الأناجيل الأربعة " وهي المذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بينه وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود:
قال إبليس: إني أعلم أن لي إلها هو خالقي وموجدي وهو خالق الخلق، لكن لي على حكمة الله أسئلة سبعة:
أحدها: ما الحكمة في خلق الكافر، لا سيما وقد كان عالما بأن الكافر لا يستوجب عند خلقه إلا الألم؟
الثاني: ما الفائدة في التكليف، مع أنه لا يعود منه إليه نفع ولا ضرر، وكل ما يعود منه على المكلفين فهو قادر على تحصيله لهم من غير واسطة التكليف؟
الثالث: هب أنه كلفني بمعرفته وطاعته فلماذا كلفني بالسجود لآدم؟
الرابع: ثم لما عصيته في ترك السجود لآدم لعنني وأوجب عقابي، مع أنه لا فائدة له ولا لغيره فيه ولي فيه أعظم الضرر؟
الخامس: لم مكنني في الدخول في الجنة ووسوسة آدم؟
السادس: لما فعل ذلك فلم مكنني من إغوائهم وإضلالهم؟
السابع: لما استمهلته المدة الطويلة في ذلك فلم أمهلني، ومعلوم أن العالم لو كان خاليا من الشر لكان ذلك خيرا؟
قال شارح " الأناجيل " فأوحى الله تعالى إليه من سرادقات الجلال: " يا إبليس!
إنك ما عرفتني، ولو عرفتني لعلمت أنه لا اعتراض علي في شئ من أفعالي، فإني أنا الله لا إله إلا أنا، لا اسئل عما أفعل ".
قال صاحب " التفسير الكبير ": واعلم أنه لو اجتمع الأولون في الخلائق لم يجدوا
(٩١)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159