حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٣٨
السابق
عالما وقادرا إلا لأنه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين؟! وكل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم، والبارئ تعالى واهب الحياة ومقدر الموت. ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله تعالى زبانيين - زبانيين تثنية الزباني بدون التاء - فإنهما كمالها، وتتصور أن عدمهما نقصان لمن لا تكونان له، هكذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به فيما أحسب، وإليه المفزع " (الطبعة الحديثة، ص 343).
ورواه العلامة المحدث الفيض الكاشاني - رضوان الله تعالى عليه - في " علم اليقين " (الطبع القديم، ص 18) ونسبه إلى الباقر (عليه السلام).
قال (قدس سره): قلت في " الرواشح السماوية " (ص 133 ط. مرعشي): إن أهل هذا العصر حرفوا " زبانيين " تثنية الزباني، وزبانيا النمل والعقرب قرناها، والزبانيان كوكبان نيران على أحد منازل القمر، إلى " زبانيتين " بزيادة " التاء " وإدخالها بين اليائين، مثناة الزبانية والزبانية ملائكة العذاب، واحدها زبنية بكسر " الزاء " كعفرية، من الزبن بالفتح، وهو الدفع، انتهى (ص 343).
قوله (قدس سره): " نعم يعتبر العقلاء أمورا لا حقيقة لها لمسيس الحاجة إليها، كالزوجية والملكية... "، إلى آخره، يشير إلى أمور اعتبارية ومعان وهمية اضطر الإنسان إلى اعتبارها احتياجه إلى الحياة الاجتماعية والعيشة التعاونية.
وتوضيحه إجمالا: أن الموجودات تنقسم باعتبار إلى قسمين، فإن كل معنى تصورناه:
إما أن يكون له وجود في الخارج - سواء عقله عاقل أو لم يكن عاقل حتى يعقله - وذلك مثل الأجسام والأعراض من الجماد والنبات والحيوان والألوان بأنواعها.
وإما لا يكون له وجود في الخارج، بل له وجود في ظرف الذهن وحوزة اعتبار العقلاء، كالملك في حوزة اعتبارهم، فإنا لا نجد في مورد ملكية الدار وراء هذا البناء المخصوص - مثلا - والإنسان الخاص شيئا آخر في الخارج يسمى ملكا، بل هو معنى
(٣٨)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159