حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٣١
السابق
وبالجملة: ما هو فعل اختياري للآمر هو الأمر الصادر منه وهو مسبوق بالمبادي الاختيارية، سواء فيه الأوامر والنواهي الامتحانية وغيرها.
هذا كله في الأوامر والنواهي الصادرة من الموالي العرفية [10].
في الخبط والغلط، فظن أن الإرادة لا تكون إلا بعد الشوق، نظرا إلى ظاهر قول الحكماء، إن الشوق معدود في مبادئ الأفعال الحيوانية. والحق ما حصلناه من أن الإرادة والشوق متغايران كالكراهة والنفرة.
[10] أقول: مر في كلام " المواقف " أن الأشعري يدعي صفة ثالثة مغائرة للعلم والإرادة يسميها الكلام النفسي، ويزعم أنه الطلب في الأوامر، وليس هو الإرادة.
والشاهد على الغيرية هو الأوامر الامتحانية والإعذارية.
كما أنه غير العلم أيضا، والشاهد على الغيرية بين العلم وبين الكلام النفسي هو الخبر، فإنه قد يخبر الرجل عما لا يعلمه أو يعلم خلافه أو يشك فيه فلا يكون العلم هناك منشأ للخبر المفروض، مع أنه لا بد له من منشأ في نفس المخبر، وهذا المنشأ هو الذي سموه كلاما نفسيا، وهو المسمى بالطلب في خصوص الأوامر.
فلهم الدعويان: دعوى مغايرة الكلام النفسي مع الإرادة، فرد عليهم الإمام (قدس سره) بما لا مزيد عليه. ودعوى مغايرته مع العلم، وقرر ذلك بأن لنا صفة بها نرتب الألفاظ في خيالنا تتقوى بالممارسة ونحوها، وتضعف بما تقابل ذلك.
فتلك الصفة فينا هي مبدأ نظم الكلام الخيالي عندنا بحيث ينطبق على مقصود معين. وهذه الصفة ضد الخرس فإن من لا يتمكن من النظم الخيالي بوجه لا يتمكن من النطق بوجه، فإن التلفظ الخارجي مبني على التخيل الباطني. فالخرس وضده معنيان يقومان بالنفس لا باللسان.
وهذه الصفة هي غير العلم فإنها لو كانت العلم الذي هو مبدأ الانكشاف لكان كل
(٣١)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159
جميع الحقوق محفوظة لـ محمد وال محمد الخالقين الرازقين المفوض لهم في كل شيء. Copyright © ∞-2025