حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٢٥
السابق
[فساد قول الأشاعرة] كما أن ما ذهب إليه الأشاعرة، من قيام الصفات بذاته - ومنها الكلام - باطل، فإن القيام الحلولي مستلزم للقوة والنقص والتركيب، تعالى عنه. كما أن خلو الذات عن صفات الكمال مستلزم لذلك، ولكونه تعالى ذا ماهية، ولانقلاب الوجوب الذاتي إلى الإمكان، إلى غير ذلك من المفاسد.
نعم، هو تعالى متكلم بوجه آخر - حتى في مرتبة ذاته - يعرفه الراسخون في الحكمة - ولو أطلق على ذلك الكلام النفسي فلا مشاحة فيه - ولكن الأشعري لا يستشعره، وأفهام أصحاب الكلام من المعتزلة والأشاعرة بعيدة عن طور هذا الكلام، والإعراض عنه أولى [8].
[8] قال سيدنا الأستاذ صالح المتألهين العلامة الطباطبائي (قدس سره) في " تفسير الميزان ": هل الكلام بما هو كلام فعل أو صفة ذاتية... من الممكن أن يحلل الكلام من جهة غرضه، وهو الكشف عن المعاني المكنونة.
إلى أن قال: فحقيقة الكلام هو ما يكشف به عن مكنونات الضمير، فكل معلول كلام لعلته، لكشفه بوجوده عن كمالها المكنون في ذاتها.
وأدق من ذلك: أن صفات الشئ الذاتية كلام له يكشف به عن مكنون ذاته، وهذا هو الذي يذكر الفلاسفة أن صفاته تعالى الذاتية - كالعلم والقدرة والحياة - كلام له تعالى، وأيضا العالم كلامه تعالى، انتهى (الميزان 14، ص 248).
(٢٥)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159