حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٢٣
السابق
فما قيل (1): من أن العلم يتعلق بكل شئ دون الإرادة غير تمام، بل كلما يتعلق به العلم بالذات تتعلق به الإرادة كذلك، وكلما يتعلق به العلم بالعرض تتعلق به الإرادة أيضا به بالعرض.
فتحصل مما ذكرنا: أن الإرادة فيه تعالى من صفات الذات. نعم هذه الإرادة المتصرمة المتجددة التي لنا منتفية عنه تعالى، كما أن سائر الأوصاف بحدودها الإمكانية منتفية عنه. وللأخبار (2)، الموهمة خلاف ما ذكرنا توجيه لطيف لا يسع المقام ذلك [7].
بالجملة، فلا يمكن إثبات التكلم له تعالى بما ذكره المعتزلة، وتبعه بعض الإمامية.
[7] مر في الكلام المحكي عن " القبسات " بعض التوجيه، ولصدر المتألهين (قدس سره) بيان لطيف في " شرح أصول الكافي " مربوط بالمقام، قال:
تنبيه عرشي مما يجب أن يعلم: أن من الصفات ما يشمل الذات والفعل والإضافة كالعلم - مثلا - فإن من علمه ما هو عين ذاته كعلمه الإجمالي، ومنه ما هو عين فعله كعلمه التفصيلي بهويات الأشياء الموجودة عنده، ومنه ما هو إضافة إشراقية علمية لذوات الأشياء، إذ الحق يعلم الأشياء بعين ما يعلم به ذاته لا بأمر آخر، والعلم حقيقة واحدة لها مراتب إجمال وتفصيل.
فكونه عين ذاته تعالى لا ينافي كونه صفة ذات إضافة في بعض الأشياء، وإضافة محضة في بعضها، وصورة حادثة في بعضها.
فكل صفة تكون حالها كذلك لكانت من صفات الذات والفعل جميعا، فكان الذي

١ - تقدم تخريجه في الهامش ١٣.
٢ - الكافي ١: ١٠٩ - 110 / 1 - 3 و 7، التوحيد: 146 - 148 / 15 - 19، و 336 - 337 / 1 - 4.
(٢٣)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159