حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٦٣
السابق
الحمد والشكر بالتعرض لأحكام الكثرة وعليه المعول وإليه المشتكى [43].
[43] عمدة المقاصد في المقام هي الإشارة إلى الفطرة وأهم مقتضاها، وينبغي توضيح ذلك بقدر ما يسعني من المجال، ومن الله تعالى شأنه الاستعانة في صدق المقال:
فأقول: الفطرة بناء نوع من الفطر بمعنى الإبداع والخلق، واللفظ منصوب على قاعدة الإغراء، أي إلزم الفطرة، فكما أن الأنواع المخلوقة كل نوع منها مفطورة بمقتضى نوعيتها بفطرة تهديها إلى كمالها وتتميم نواقصها وتهتف له فطرتها إلى جلب منافعها ودفع مضارها، كذلك نوع الإنسان له فطرة خاصة أرقى من فطر سائر الأنواع، وهي تلهمه فجورها وتقواها.
فمقتضى نوعية إبداع الله وفطرته هو كون الله وأسمائه وصفاته غايته ومنتهاه، فمعشوقه حسب فطرته هو الله الذي هو كل الكمال والجمال والتنزه عن كل نقص، فلا تسكن فطرته وقلبه المفطور على ذلك إلا بالله المتفرد بالكمال الغير المتناهي.
وهذا هو المقصود مما ورد من كون المراد بالفطرة هو فطرة التوحيد، كما في المروي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: * (فطرت الله التي فطر الناس عليها) *.
قال: " التوحيد " (البحار، ج 3، ص 277).
وفي الخبر الآخر عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (فطرت الله التي فطر الناس عليها) *.
قال: " هو لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، إلى هاهنا التوحيد " (البحار، ج 3، ص 277).
وتبيين ذلك إجمالا: أن الإنسان بحسب أصل فطرته يدرك بذاته وبالعلم الحضوري نفسه ووجوده، ويعلم عيانا أنه متعين مقيد وأن كل مقيد فهو عن إطلاق
(١٦٣)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159