حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥٨
السابق
ومنها: مراعاة آداب النكاح والجماع وأوقاتها ورعاية آداب زمان الحمل والرضاع وانتخاب الزوجة والمرضعة، إلى غير ذلك مما له دخالة كاملة في مزاج الطفل وبدنه وروحه. كما أن للمحيط والمربي والمعلم والصاحب والمعاشر والعلوم المختلفة إلى غير ذلك مما يعسر حصرها ويطول ذكرها تأثيرات عجيبة مشاهدة.
وبالجملة: الإنسان بما أنه واقع في دار الهيولى من بدو خلقه بل من قبله حسب اختلاف المواد السابقة إلى زمان انتقاله من هذه النشأة واقع تحت تأثير الكائنات، لكن كل ذلك لا يوجب اضطراره وإلجائه في عمل من أعماله الاختيارية بحيث تعد حركاته لدى العقل والعقلاء كحركة المرتعش خارجة عن قدرته واختياره، ويكون في أفعاله غير مؤاخذ عند العقلاء.
فمن حصل له جميع أسباب التوفيق من لطافة المادة وشموخ الأصلاب وطهارة الأرحام إلى آخر ما ذكرناه وغيرها مما لم نحصها مع من حصل له مقابلاتها في قوة العقل والتميز والاختيار والإرادة وما هو دخيل في صحة العقوبة لدى العقل والعقلاء على السواء، لا هذا مضطر وملجأ في فعال الخير، ولا ذلك في فعال الشر بالضرورة والعيان.
فما هو موضوع حكم العقلاء في جميع الأعصار والأمصار في صحة العقوبة من صدور الفعل عن العلم والاختيار والإرادة بلا اضطرار وجهل وإلجاء حاصل في كليهما بلا تفاوت في ذلك، فباختلاف الطينات لا يختل ركن من أركان صحة العقوبة والمثوبة.
وأخبار الطينة (1) على كثرتها تحوم حول هذه الحقائق أو ما يقرب منها مما لا يضر بما هو موضوع حكم العقل الصريح وكافة العقلاء، وما يكون ظاهره الجبر لا بد من تأويله أو حمله على التقية بعد مخالفته لصريح

١ - الكافي ٢: ١ - ١٠، باب طينة المؤمن والكافر، بحار الأنوار ٦٤: ٧٧ - 130.
(١٥٨)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159