حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥٦
السابق
مواهب الجواد المطلق.
وفي الروايات عن العترة الطاهرة إشارات لطيفة إلى ذلك:
فمنها: ما في صحيح زرارة المروي في " الكافي " عن الباقر (عليه السلام) قال: " إن الله - عز وجل - إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليه الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع ".
إلى أن قال: ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء، يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر والجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله تعالى، ثم يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما تكتبان. فيقولان: يا رب ما نكتب؟
فيوحي الله - عز وجل - إليهما: أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه، فيرفعان رؤوسهما، فإذن اللوح يقرع جبهة أمه، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه سعيدا أو شقيا وجميع شأنه، فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان، ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه... " إلى آخره (ج 6، ص 13).
فقوله (عليه السلام): " وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء " يشير إلى أن الرحم المقر للنطفة مصب المواريث الخلقية والخلقية التي كانت في الأصلاب والأرحام، فتلك المواريث المعبر عنها بالروح القديمة المتداولة بين الأجداد قد انحدرت باقتضاء قانون الإرث في هذه الرحم المفروضة المقر للنطفة.
ثم تأمل في قوله (عليه السلام): " فإذن اللوح يقرع جبهة أمه... " إلى آخره، فإن الجبهة هي ما بين الحاجبين إلى الناصية سور محكم للمشاعر الظاهرة والمدارك الباطنة تنعكس من
(١٥٦)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159