حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٥
السابق
طائفة بعض المقدمات:
فالحنابلة ذهبوا إلى أن كلامه تعالى حروف وأصوات وهي قديمة، ومنعوا أن كل ما هو مؤلف من حروف وأصوات مرتبة فهو حادث، بل قال بعضهم بقدم الجلد والغلاف!
والأشاعرة قالوا: كلامه تعالى معنى واحد بسيط قائم بذاته قديم، فهم منعوا أن كلامه تعالى مؤلف من الحروف والأصوات.
وفي " شرح العقائد العضدية " للمحقق جلال الدواني مع التعليقات للعلامة المتحمس للحق، الشيخ محمد عبده: لا نزاع بين الشيخ - الأشعري - والمعتزلة في حدوث الكلام اللفظي، وإنما نزاعهم في إثبات الكلام النفسي وعدمه.
وذهب المصنف إلى أن مذهب الشيخ أن الألفاظ أيضا قديمة، وأفرد في ذلك مقالة وذكر فيها: أن لفظ " المعنى " يطلق تارة على مدلول اللفظ، وأخرى على القائم بالغير.
والشيخ لما قال: " الكلام هو المعنى النفسي " فهم الأصحاب منه أن مراده به مدلول اللفظ، وهو القديم عنده. وأما العبارات فإنما تسمى كلاما مجازا لدلالتها على ما هو الكلام الحقيقي، حتى صرحوا بأن الألفاظ حادثة على مذهبه، ولكنها ليست كلاما له تعالى حقيقة.
قال عبده: ليس النزاع في الكلام اللفظي فإنه حادث باتفاق، وإنما النزاع في إثبات الكلام النفسي، والشيخ لم يثبت الكلام النفسي إلا لترويج ظواهر النصوص الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق وما يشبه ذلك.
وهذه إنما تدل على قدم الكلام اللفظي، وإن كان لفظ الكلام حقيقة فيه فقط، وعلى قدم اللفظي والنفسي معا إن كان حقيقة فيهما، فإن خصه بالنفسي فذلك تأويل أو ترجيح لأحد معنيي المشترك بدون موجب. مع أن له لوازم كثيرة فاسدة، كعدم تكفير من أنكر كلامية ما بين دفتي المصحف، وعدم المعارضة والتحدي بما هو كلام الله حقيقة، وعدم كون المقروء المحفوظ كلام الله تعالى، إلى غير ذلك مما لا يخفى فساده.
(١٥)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159