حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٣٢
السابق
[الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود] إن الماهيات الإمكانية بما أنها أمور اعتبارية لا حقيقة لها لا تكون ذات أثر واقتضاء بالذات، ولزوم اللوازم لها ليس بمعنى اقتضائها لها بل بمعنى عدم انفكاكها عنها من غير تأثير وتأثر. كيف؟! وما ليس بموجود لم يثبت له ذاته وذاتياته فضلا عن ثبوت اقتضاء وتأثير وتأثر له مما هو من الحيثيات الوجودية. فالماهيات خلو عن كل كمال وجمال وخير وسعادة. فماهية العلم لا تكشف عن الواقع ولا تكون كمالا، وكذا ماهية القدرة والحياة وغيرهما. وإنما الكمال والخير والجمال والسعادة كلها في الوجود وبالوجود، وهو مبدأ كل خير وكمال وشرف، والعلم بوجوده شرف وشريف. وكذا سائر الكما لات والفضائل كلها ترجع إلى الوجود ومبدأ الوجود، وصرفه مبدأ كل كمال وصرفه، والوجودات الخاصة الإمكانية لها آثار وخواص وكمال وشرف بقدر حظها من الوجود، ولماهياتها آثار وخواص وكمال بالعرض وبتبع وجوداتها.
وهذه المذكورات من الأصول المبرهنة تركنا براهينها حذرا من التطويل.
[الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة] السعادة لدى العرف والعقلاء عبارة عن جميع موجبات اللذة والراحة وحصول وسائل الشهوات والأميال وتحقق ملائمات النفس بقواها دائما أو غالبا، والشقاء مقابلها. فمن حصل له موجبات لذات النفس وكان في روح وراحة بحسب جميع قوى النفس دائما يكون سعيدا مطلقا، وبحذائه الشقي
(١٣٢)
التالي
الاولى ١
١٦٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 في وصف المتكلم 12
3 فساد قول المعتزلة 15
4 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 19
5 تنبيه عرشي 21
6 فساد قول الأشاعرة 23
7 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 24
8 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 38
9 إيقاظ 41
10 الفصل الأول: في عنوان المسألة 44
11 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 50
12 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 62
13 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 67
14 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 75
15 تمثيل 79
16 تمثيل أقرب 79
17 تأييدات نقلية 80
18 الآيات 80
19 الروايات 83
20 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 93
21 حول إرادية الإرادة 93
22 تحقيق يندفع به الإشكال 98
23 تنبيه 103
24 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 104
25 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 114
26 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 121
27 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 126
28 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 129
29 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 129
30 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 131
31 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 139
32 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 156
33 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 159